للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحاء مع الرَّاء

٤٥٦ - (ح ر ب) قوله: «تركْناهُم مَحْروبِينَ» [خ¦٤١٧٨] [خ¦٤١٧٩] أي: مَسْلوبين، حُرِب الرَّجلُ: سُلِب حرِيبتُه، وهو مالُه، إذا حُرِب فهو حرِيبٌ ومَحرُوب، ويكون أيضاً أصابَهم الحَرَبُ، وهو الهلاكُ، وبه سُمِّي الحَرْبُ.

وقوله في الدَّين: «وآخرَه حَرَبٌ» أي: حُزنٌ، ويأتي في فصلِ الاخْتلافِ والوَهمِ.

وقوله: «تُركَز له الحَرْبةُ» [خ¦٤٩٨] بسكونِ الرَّاءِ، قيل: هو الرُّمحُ الكاملُ، وليس بالعرِيضِ النَّصْل، وجَمعُه: حِرابٌ، وقال الأصمعيُّ: هو العرِيضُ النَّصْل، حكاه الحربيُّ.

٤٥٧ - (ح ر ج) وقوله في الضَّيفِ: «حتَّى يُحْرِجَه» [خ¦٦١٣٥] أي: يُغضِبه ويُضَيِّق عليه، من الحَرَج، وهو الضِّيقُ في الصَّدر وغيرِه، وقيل: «يُحرِجُه»: يُؤْثِمه، من الحَرَج، وهو الإثمُ، ومعناه: أن يَمُنَّ عليه ويُؤْذِيَه بذلك فيَأْثَم، أو يتكلَّم بما يأْثَم به، وقد جاء في الرِّواية الأخرى: «حتَّى يُؤْثِمَه» أي: يُسبِّب له الإثمَ بالسُّخْط والحَرَج وذِكْرِه بسوءٍ، وهو تفسيرُ ما تقدَّم.

وقوله: «حَدِّثوا عنِّي ولا حَرَجَ»، و «حَدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حَرَجَ» [خ¦٣٤٦١] أي: لا إثْمَ عليكم أو لا مَنْعَ فيه، أي: الحديثُ عنِّي وعنهم مباحٌ غيرُ ممنوعٍ ولا مضيقَ فيه، ولا يُستَبعد ما صحَّ من الأخبار عن عجائبِ بني إسرائيلَ، ولا يُنكَر الحديثُ عنها، وقيل: «ولا حَرَج» أي: إن تَركتُم الحديثَ عن بني إسرائيلَ، بخلافِ الحديث عنِّي الذي لزِمكم تبليغُه مَن بعدَكم.

وقوله في قتلِ الحيَّات: «حَرِّجوا عليها ثلاثاً» تأوَّله مالكٌ أن يقول: أنا أُحرِّجُ عليك ألَّا تبدُوَ لنا وألَّا تُؤْذِينا، وغيرُه يتأوَّل ذلك بكلِّ كلامٍ فيه التَّضيِيقُ عليها، والمناشدةُ بألفاظِ الحَرَج والعهودِ الضَّيِّقة.

وفي حديث ابنِ عبَّاس: «كَرِهتُ أن أُحْرِجَكم» [خ¦٦٦٨] كذا رَوَيناه بالحاءِ المهملةِ في روايةِ عليِّ بنِ حُجْر في حديثِ ابنِ عُمر وابنِ عبَّاس في كتابِ مسلم.

وفي (باب هل يصلِّي الإمامُ بمَن حضَر) [خ¦١٠/ ٤١ - ١٠٦٥]، وفي (بابِ الرُّخْصة إن لم تحضُر الجمعةَ في المطر) في كتابِ البخاريِّ من جميع الرِّوايات [خ¦١١/ ١٤ - ١٤٢٤]؛ أي: أضيِّق عليكم وأشُقُّ بإلزامِكم السَّعيَ إلى الجماعةِ في المطرِ والطِّينِ، وجاء في الرِّوايةِ الأخرى: «كَرِهتُ أن أُؤَثِّمَكم» [خ¦٦٦٨] أي: أن أكون سببَ اكتِسابِهم الإثمَ بحَرَجِكم؛ لمشقَّةِ الطِّينِ والمطرِ، فربَّما سخِط المرءُ أو تكلَّم عند ذلك بكلامٍ يُؤثَم فيه، وجاء في بعضِ الرِّوايات: «أن أُخْرِجَكم» [خ¦٩٠١] بالخاء

<<  <  ج: ص:  >  >>