اللَّام على التَّصغير كذا ضبطناه، وضبطناه أيضاً على أبي الحسينِ اللُّغويِّ:«اللَّحِيف» بفتحِ اللَّام وكسرِ الحاء مكبَّراً، وكذا ذكره الهَرَويُّ؛ قال: سُمِّيَ بذلك لطولِ ذَنَبِه، فَعِيلٌ بمعنى فاعل، كأنَّه يلحَفُ الأرضَ بذَنَبِه، قال البخاريُّ: وقاله بعضُهم بالخاء المعجمة، والمعروف الأوَّل [خ¦٢٨٥٥].
١١٣٦ - (ل ح ق) قوله: «إنَّ عَذابَكَ بالكافِرينَ مُلْحِق» بكسر الحاء، أي: يلْحَقُهم، يُقال: لحِقْتُه وألحَقْتُه فأنا لاحِق ومُلْحِق، ويجوز أن يكون معناه: من نزل به وقُدِّر عليه ألحَقَهُ بالكافرين في النَّار، ورواه بعضُهم:«ملحَق» بفتح الحاء، ومعناه: يُلحِقُه اللهُ بالكافرين.
وقوله:«لو فعلتَ لَلَحِقتْكَ النَّار» كذا للعُذْريِّ، ولغيرِه:«لَلَفَحَتْكَ النَّارُ» أي: ضربتْكَ بلَهبِها وأحرقتْكَ، وهو أصوبُ في الكلام.
١١٣٧ - (ل ح ي) قوله: «منْ ضَمِنَ لي ما بَينَ لَحيَيهِ»[خ¦٦٤٧٤] قيل: لسانهُ، وقيل: بطنُه، واللّحْيُ بفتح اللام وكسرها: العظم الَّذي تنبتُ عليه اللِّحيةُ من الإنسان، وهو في سائرِ الحيوان.
و «تَلاحى فيها رَجُلانِ»[خ¦٤٩] أي: تخاصَما، وقيل: تسابَّا. و «كان يُلاحِي»؛ أي: يُسَابِبُ. والمُلاحاة: الخصومةُ والسِّباب، والاسم: اللِّحَاء مكسورٌ ممدودٌ، وقد جاء في مسلمٍ كذلك في شِعْر حسَّان:«سبابٌ أو لِحَاءُ».
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله في الضَّحايا:«إنَّ هذا يَومٌ اللَّحْمُ فيه مَكْرُوهٌ»، وفي روايةٍ:«مقرومٌ»، وقد ذكرنا اختلافَ الرِّواية فيه بين «مكروه» و «مَقْرُوم» فمن قال: مَقْرُوم أي: يُشتهى، كما جاء في الرِّواية الأخرى:«هذا يَومٌ يُشْتَهى فيهِ اللَّحْمُ» وكذا رواه البخاريُّ ومسلمٌ في رواية العُذْريِّ [خ¦٩٥٤]، وقد ذكرناها في الكاف، ومن قال:«مكروه» وهي رواية كافَّة رواة مسلم، وكذا ذكره الترمذيُّ، أي: يَكرَه أن يَذبحَ فيه لحماً لغيرِ الضَّحية، كما قال:«إنَّها شَاةُ لَحْمٍ»[خ¦٩٥٥]، وقال بعضُهم: صوابه على هذه الرِّواية «اللَّحَم»: بفتح الحاء أي: شهوةُ اللَّحْم؛ أي: تركُ الأضحيةِ والذَّبحِ حتَّى يتركَ أهلَه يشتهون اللَّحْم مكروهٌ.