بالرَّاء، وكلاهما بمعنًى؛ أي: رفَعْتُ في جَريِي، وانْدفَعت فيه.
وفي النِّكاح في حَديثِ نِكَاح صَفيَّةَ:«فدفَعَ رسُولُ الله ﷺ ودفَعْنا، فعَثَرَتِ النَّاقَةُ» كذا رِوايَتُنا عن جَميعِ أشيَاخِنا بالدَّالِ، وفي نُسخَةٍ بالرَّاء، وهو ممَّا تقدَّم.
ومنه في حَديثِ ابنِ اللُّتبِيَّة في رِوايَةِ مُسلمٍ عن إسحاقَ:«فدَفَع إلى النَّبيِّ ﷺ» كذا لهم، وعند ابنِ عيسَى وابنِ أبي جَعفرٍ:«فرَفَع»، وهو هنا أوْجَه.
وقوله:«هاجَتْ رِيحٌ تكادُ أن تَدفِنَ الرَّاكِبَ» كذا الرِّوايةُ لجَمِيعِهم، قال بعضُ النُّقَّاد: لعلَّه تدفِقَ الرَّاكِبَ أي: تُصِبْهُ وتطرَحه، قال القاضي ﵀: الوَجهُ صوابُ الرِّواية مع اتِّفاقِ الكُتُب عليها، وكذا جاء في «مُصنَّف ابن أبي شَيبَةَ» بالنُّون، ومَعناه: تمضي به وتُغيِّبه عن النَّاس لقُوَّتها، يقال: ناقَة دَفُون للَّتي تَغِيبُ عن الإبلِ، وعبدٌ دَفُونٌ للَّذي يتغيَّب عن سيِّدِه.
وقوله:«وتجِيءُ فِتنَة فيُرقِّق بعضُها بعضاً» كذا رِوايَة الكافَّة بالرَّاء والقافَين، وعند الطَّبريِّ:«فيُدفِّقُ»، وكلاهما له مُعنًى صحيحٌ، أمَّا هذه الآخِرَة فبِمَعنى: تَدفَع وتصُبُّ، والدَّفقُ: الصَّبُّ والدَّفعُ؛ أي: تأتي شيئاً بعد شَيءٍ، وأمَّا على الرِّوايَةِ الأولى فتسَبِّب وتسُوقُ، ومنه قولهم عن صَبُوحٍ: تُرَقِّق.
٧٤١ - (د ق ل) وقوله: «ما يجِدُ من الدَّقَل ما يَمْلَأ بطنَه» بفَتحِ الدَّال والقَافِ، هو ثمرُ الدَّوم، وهو يُشبِه الَّنخل، وله حَبٌّ كَبِير فيه نوًى كَبِير، عليه لُحَيمة عَفِصَة، تُؤكَل رَطبَةً، فإذا يَبِسَت صارَت شِبْه اللِّيف.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في صِفَة الصِّراطِ:«أدقُّ منَ الشَّعرِ»، ويُروَى:«أرَقُّ»، وكذا للخُشَنيِّ، وكلاهما