وقوله:«قد عَصَبَ رأسَهُ الغُبَارُ»[خ¦٢٨١٣] مخفَّفاً لا غيرَ؛ أي: علَاه، كذا جاءَ في (بابِ الغُسلِ عندَ الحربِ)، وفي غيرِه:«عَصَب ثَنِيَّته الغبارُ» وهو المعروفُ، يقال: عَصَب الفمُ إذا اتَّسخَت أسنانُه من غبارٍ أو شِدَّةِ عطشٍ، وقيلَ: إذا لَزِقَ على أسنانِه غبارٌ أو غيرُه وجفَّ ريقُه، وقد رويَ في غيرِ هذِه الكتبِ:«عَصَم» بالميم، وهما بمعنًى، والباءُ والميمُ يتعاقبانِ، وأنكرَ ابنُ قتيبةَ فيه الميمَ، وهو صحيحٌ.
وقوله:«أهلُ بيتِه: أصلُهُ وعَصَبَتُه» أي: بنو عمِّه.
وذكر «العَصَبَة»[خ¦٦٧٤٥] في المواريثِ وهم الكَلالةُ من الوَرثةِ مِن عَدَا الأولادِ والآباءِ دِنْياً، ويكونونَ أيضاً في المواريثِ كلُّ من ليسَ له فرضٌ مسمًّى.
وقوله:«ثَوْبُ عَصْبٍ»[خ¦٣١٣] بسكونِ الصَّادِ وعلى الإضافةِ؛ هو ضَربٌ من البُرودِ يُعصَّب غَزلُه ثمَّ يُصبَغ كذلك، ثمَّ يُنسَج بعدَ ذلك، فيأتي موشَّىً يبقى ما عُصِبَ منه أبيضَ لم يأخُذه صبغٌ، وليسَ من ثيابِ الرُّقومِ، وربَّما سمَّوا الثَّوبَ عَصْباً، وقالوا: عَصْبُ اليمنِ.
وقوله:«الرَّجُلُ يُقاتل للعَصَبَةِ»، ويروَى:«العصبِيَّة»، و «يغضَبُ للعَصبةِ»، وفي الحديثِ الآخرِ:«ينصرُ عَصَبِيَّة أو يدعو عَصَبِيَّةً»؛ يريد الحميَّة لعُصبتِه وقومِه.
وقوله:«فاجتمعَت عِصَابَةٌ»[خ¦٢٧٣١] هي الجماعَةُ، وهي العَصَبة أيضاً، والعُصْبَةُ: بضمِّ العينِ لما بينَ العَشَرةِ إلى الأربعينَ، وقيل: العَشَرةُ، ولا يقالُ لما دونَها، وقيل: كلُّ جماعةٍ عصَبَةٌ إذا كانُوا قِطَعاً قِطَعاً، وقيل العَصَبةُ والعِصَابةُ: جماعةٌ ليسَ لها واحدٌ.
١٦٦١ - (ع ص ر)«العَصرُ»[خ¦٤٠] الزَّمنُ والمدَّةُ من الدَّهرِ بفتحِ العينِ، ويقال: بضمِّها أيضاً.
وقوله:«من الدَّهرِ»[خ¦٣٨٤٥] أي: المدَّة.
و «العَصران» الغداةُ والعَشيِّ، و «صَلَاة العَصرَين» الصُّبحُ والمغرِبُ، قيل: سُمِّيتا بذلك لمقاربةِ كلِّ واحدٍ منهما مغيبَ الشَّمسِ أو طلوعَها، وقيل: بل لتغليبِ أحدِ الاسمَينِ على الآخرِ، كما قالوا: العُمَران.
وقوله في:«الصَّلاة الوُسطَى وصَلاةِ العَصرِ» لا خلافَ بينَ أصحابِ «الموطَّأ» والرُّواةِ عن مالكٍ في إثباتِ الواوِ فيها، وقد