بل جلِّهم، وفي أوَّل هذا الحَديِث:«لا أدري أَذَكَر النَّبيُّ ﷺ بعدُ قرنَينِ أو ثلاثةً» ضبَطه «بعدُ» بالضَّمِّ.
قوله في حَديثِ أسماءَ في غزوَةِ خَيبَر:«وكنَّا في دار، أو في أرض البُعَداء البُغَضاءِ بالحَبشَةِ»[خ¦٤٢٣٠] كذا لأبي ذَرٍّ والأَصيليِّ، وفي نُسخَةٍ عن أبي ذَرٍّ وعن النَّسفيِّ:«في أرضِ البُعدِ البُغَضاء بالحبَشةِ» وعند عُبدُوس: «أرض البُعُد البُعد البُغَضاء بالحبَشةِ» كذا كرَّره، وكذا للقابِسيِّ إلَّا أن عندَه:«أرض البُعد البُعَداء البُغَضاء»، وقيَّده بعضُهم عنه بضمِّ العين في الأوَّل، وحمل بعضُهم تَكرارَه على التَّفسيرِ، وما للهَرويِّ والأَصيليِّ أحسَن وأولى.
وفي تَفسيرِ ﴿أَوِ الْحَوَايَا﴾ [الأنعام: ١٤٦]: «المباعر» كذا للأَصيليِّ، ولغَيرِه:«المبْعَر»[خ¦٦٥/ ٦ - ٦٦٩٩] على الإفْرادِ، ولأبي إسحاقَ:«الأمعاء»، والأوَّل أقرَب إلى الصَّوابِ.
البَاء مع الغَينِ
١٩٦ - (ب غ ي)«مَهْر البَغيِّ»[خ¦٢٢٣٧] هو ما تُعطَى الزَّانيةُ على الزِّنا بها، وهي البَغِيُّ بكَسرِ الغَينِ، والزِّنا هو البغاءُ، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ﴾ [النور: ٣٣].
وقوله:«فبَغَيتُ حتَّى جَمعتُها»[خ¦٢٣٣٣] أي: طلَبتُ، وقوله:«فبعَث الحرسَ يبتَغُونها» أي: يطلُبونَها، وكذلك:«حبَسَني ابْتِغاؤُه»[خ¦٢٦٦١]، وقوله:«ابْغِني أحْجَاراً»[خ¦١٥٥]، و «ابْغِني حَبِيباً»، و «ابْغِني شيئاً»، و «ابْغِنا رِسْلاً»[خ¦٣٠١٨] أي: لبَناً، أي: اطلُب لي، وقيل: معناه أعنِّي على طلَبِها.
وأصلُ البغاء الطَّلبُ، ومنه سُمِّيت البَغِيُّ الزَّانية بكَسرِ الغين؛ لطَلبِها أو استِئْجارِها لذلك، وقال ابنُ قُتَيبةَ في الطَّلبِ: بُغاء بالضَّمِّ، وفي الزِّنا: بِغاء بالكَسرِ، ويقال: ابْغِ لي وابْغِني؛ أي: اطلُب لي، قال الله تعالى: ﴿يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ﴾ [التوبة: ٤٧] قال الخَطَّابيُّ: وأكثرُ ما يأتي البغاءُ في طلَبِ الشَّرِّ.
قوله:«تَقْتُلُه فئةٌ باغيةٌ»[خ¦٤٤٧] من البَغْي؛ وهو الظُّلمُ، وأصلُه الحسَد، والبَغْيُ أيضاً الفَساد والاستِطالةُ والكِبرُ، وفي الحَديثِ الآخَرِ:«إنَّ الأُلى قد بغَوا علينا»[خ¦٢٨٣٧] أي: استَطالُوا علينا وظلَمُونا.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ في الحَديثِ في التَّلبِينةِ للمَريضِ:«هو البَغيض النَّافع»[خ¦٥٦٩٠] كذا لهم، وعند المَروزِيِّ:«النغيض» بالنُّون، ولا معنَى له، والأوَّل الصَّوابُ؛ لأنَّ المريضَ يكره الغِذاء والدَّواء، وهو نافعٌ له لإقامة رَمقِه وتَقوِيَة نَفسِه وصَلاحِ مِزاجِه، وفي غَيرِ هذه الكتُب:«عليكم بالمَشنِيَة النَّافِعةِ» أي: البَغيضةِ.