«غَسَقُ اللَّيل مغيبُ الشَّمسِ».
وقولُ البخاريِّ في تفسيرِ قوله: «﴿حَمِيمًا وَغَسَّاقًا﴾ [النبأ: ٢٥] فأغسَقَت عَينُه وغَسقَ الجُرحُ، كأنَّ الغَسَّاقَ والغَسْقَ واحدٌ» [خ¦٥٩/ ١٠ - ٥٠٤٨] ولم يزِد، ومعناه: انغسقَت عينُه؛ إذا سالَت، وقيل: إذا دَمَعت، وغَسَقَ الجرحُ؛ إذا سالَ منه ماءٌ أصفرَ، يريدُ أنَّهم يُسقَون ذلك، قال السُّدِّيُّ: هو ما يَغسِقُ من دموعِهم يُسقَونَه مع الحميم.
وقال أبو عبيدٍ: هو ما سالَ من جلودِ أهلِ النَّارِ، قال غيرُه: من الصَّديدِ، وقيل: الغَسَّاقُ الباردُ الذي يَحرقُ بَبَردِه، وقُرئَ بالتَّخفيفِ في السِّينِ والتَّشديدِ، قال الهرويُّ: فمن خَفَّفَّ أرادَ البَاردَ الذي يَحرق.
وقوله: «يغسِلُ رأسَه بالغَسولِ» بفتحِ الغينِ، كذا رويناه اسماً لما يُغسَل به كالسَّحورِ والفَطورِ والوَجورِ؛ لما يُفعَل به ذلك؛ وهو كالأشنانِ ونحوِه.
١٧٧٠ - (غ ش ش) قوله في حديثِ أمِّ زرعٍ: «ولا تملأ بيتَنا تغشِيشاً» تقدَّم ذكرُ الخلافِ في روايتِه ومعناه في حرفِ العينِ.
وذُكِرَ: «الغشُّ» [خ¦٣٦٩٦]؛ وهي الخديعةُ وضدُّ النُّصحِ، و «مَنْ غَشَّنَا» أي: خدَعنا وأظهرَ خلافَ باطنِ أمرِه في البيعِ وغيرِه، وقوله: «لَيْسَ مِنَّا» قيل: أي: ليسَ الغشُّ من أخلاقِنا، وقيل: ليسَ فاعلُ ذلك مُهتدِياً بهديِنا، ولا مستنّاً بسنَّتِنا، لا أنَّه أخرجَه عن اسم الإِيمانِ.
١٧٧١ - (غ ش ي) قوله: «غِشيَانُ الرَّجُلِ أهلَه» بكسرِ الغينِ؛ كنايةٌ عن الجماعِ، ومنه قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ﴾ [الأعراف: ١٨٩] الآية، ولعلَّه من التَّغطيةِ، قال الله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾ [الأعراف: ٥٤] أي: يغطِّيه بظلامِه، يقال منه: غَشِيْتُ امرأتي وتغشَّيْتُها، قيل: هو من المباشرةِ.
وقوله: «فلمَّا غَشِيَتِ المَجلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَةِ» [خ¦٤٥٦٦] أي: تجلَّلته وغطَّته، ومنه: «غَشِيَتهُم الرَّحمَةُ»، ومنه: «فغَشِيَها أَلوَانٌ» [خ¦٣٣٤٢] في سُدرةِ المنتَهى، وقد يكونُ هنا من الغِشْيانِ الذي هو القَصدُ والمباشرةُ.
وقوله: «حتَّى تُغَشِّي أنَامِلَهُ» [خ¦٥٧٩٧] في بعضِ رواياتِ حديثِ مَثلِ المتصدِّقِ والبَخيلِ؛ أي: تغطِّيها وتستُرُها.
وقوله: «وهو مُتَغَشٍٍّ بِثَوبِه» [خ¦٩٨٧] أي: مستترٍ به، وكلُّ ما سُتِر به شيءٌ؛ فهو غِشاءٌ له.
وقوله: «بل فاغْشَنَا بِهِ» [خ¦٤٥٦٦] أي: اقصدنا وباشِرنا، ومنه قولُه: «فلا يَغْشَنا في مَسجِدِنا» [خ¦٥٦٤].