بالذَّاتِ، و «الأحَدُ» المُنفرِدُ بالمعنَى، ومنه في أسماءِ الله تعالى:«الواحِدُ الأحَد»، وقيل: الفَرقُ بينَهما أنَّ «واحِدًا» اسمٌ لمفتاحِ العَددِ ومِن جِنسِه، و «أحَدٌ» لنَفْيِ ما يُذكَرُ معه من العَددِ، قالوا: وأصلُ أَحَدٍ وَحَدٌ.
٢٣ - (أ خ ذ) قوله: «تأخُذ أمَّتي بِإِخَذِ القُرُونِ قبلَها»[خ¦٧٣١٩] كذا ضبَطه بعضُهم بكَسرِ الهَمزةِ وفَتحِ الخاءِ وصحَّحَه، جَمعُ إِخذَةٍ، مِثلُ كِسرَةٍ وكِسَرٍ، وكذا ذكَرَهُ ثعلبٌ، قال: يُقالُ: ما أَخَذَ إِخْذَهُ بالكَسرِ؛ أي: ما قصَدَ قصْدَه، وإِخْذُ القومِ طريقُهم وسبيلُهم، وقال غيرُه: يقال: أَخَذَ بنو فُلانٍ ومَن أخَذ أَخذَهُمْ وإِخذَهُمْ وأُخذَهُم، وقيل: مَعناه: الطُّرُقُ والأخلاقُ، وضبَطَهُ أكثرهم: أَخْذَ بفَتحِ الهَمزةِ وسُكونِ الخاء؛ أي: يَسلُكون سبيلَهم، ويتخَلَّقون بخُلُقِهم، ويفعلون أفعالَهم، ويتناوَلون في أمور الدُّنيا ما تناوَلوه، كما قال:«لتَسْلُكُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبلَكُم»[خ¦٣٤٥٦].
وفي الحديثِ الآخَرِ في أهلِ الجنَّة:«نزَلُوا منازِلَهم وأَخَذُوا أَخَذَاتِهم»[خ¦٧٣١٩] كذا ضبَطناه هنا بفَتحِ الهَمزةِ والخاء، مَعناه: سلَكوا طرُقَهم إلى درجاتِهم، وحَلُّوا
محالَّهم، كما قال فيما تقدَّم قبله، وقد يكون بمعنى أخذوا أَخَذاتِهم؛ أي: حصَّلوا كرامةَ ربِّهم، وحازُوا ما أُعطُوا منها.
وقوله:«يُؤخَّذُ عنِ امْرأتِه»[خ¦٧٦/ ٤٩ - ٨٥٨٣] مُشدَّدُ الخاء؛ أي: يُحبَسُ عنها حتَّى لا يصِلَ إلى جِماعِها، والأُخْذَةُ بضمِّ الهمزة رُقيَةُ السَّاحرِ.
٢٤ - (أ خ ر) وقولُه: «إِنَّ الأَخِرَ زَنَا» بقَصرِ الهَمزَةِ وكَسرِ الخاءِ هنا، كذا روَيناه عن كافَّةِ شيُوخِنا، وبعضُ المشايخ يمُدُّ الهمزةَ، وكذا رُوِي عن الأَصيليِّ في «المُوطَّأ»، وهو خطَأ، وكذلك فَتْحُ الخاءِ هنا خطَأٌ، ومعناه: الأبعَدُ على الذَّمِّ، وقيل: الأَرذَلُ.
ومِثلُه في الحديث الآخَرِ:«المسألَةُ أَخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ» مَقصُور أيضًا؛ أي: أرذَلُه وأدْناهُ، وإن كان الخَطَّابِيُّ قد روَاهُ بالمَدِّ وحمَلَه على ظاهرِه، وأنَّ معناهُ: إنَّ ما كنتُم تقدِرونَ على مَعيشةٍ من غيرِها فلا تسألوا،