٣١٠ - (ج أ ر) قوله: «أو بقرةٌ لها جُؤار»[خ¦٢٤/ ٤٣ - ٢٣٠٠] كذا ذكره البخاريُّ بالجيم مهموزاً في كتاب الزَّكاة، وذكره أيضاً هو في هذا الموضع وغيرِه ومسلمٌ:«خُوار»[خ¦٢٤/ ٤٣ - ٢٣٠٠] بالخاء غيرَ مهموزٍ، وكلاهما بمعنًى، يُقال لصوت البقر: جُؤارٌ وخُوارٌ أيضاً، وقد يُستعمل الخُوار بالخاء في الشَّاء والظِّباء، والجُؤار بالجيم في النَّاس، وأصلُه: الصَّوتُ، وقد يُسهَّل، قال الله تعالى:(ثمَّ إِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)(١) أي: تضِجُّون وتَستغِيثون.
وفي حديث موسى:«له جُؤارٌ إلى الله تعالى بالتَّلبيةِ» أي: صوتٌ عالٍ.
٣١٢ - (ج أ ش) قوله: «فيَسكُنُ جأْشُه»[خ¦٦٩٨٢] قال أبو عُبيدةَ: الجأشُ: القلبُ، وقال غيرُه: الجأشُ شِدَّةُ القَلبِ عند الشَّيءِ يَسمَعه فلا يَعلَم ما هو، وقال الحربيُّ: هو ما ارْتفَع من قلبِه وأخرَجه بغَمٍّ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«فجُئِثْتُ منه فَرَقاً»[خ¦٣٢٣٨] بضمِّ الجيم بعدَها همزةٌ مكسُورةٌ وثاءٌ ساكنةٌ مثلثَّةٌ، كذا روايةُ كافَّتِهم الأَصيليِّ والحمُّوييِّ والمستملي والنَّسفيِّ في كتاب الأنبياء وغيرِه، وكذا لأكثرِ رواةِ مسلمٍ، وعند السَّمرقنديِّ وابنِ الحَذَّاء في الأوَّل:«جُثِثتُ» بثاء مثلثَّةٍ أُخرى مكانَ الهمزةِ حيثُ وقَع، وكذا عند العُذْريِّ في آخرِ حرفٍ منها مثلَ الرِّواية الأولى، ولغيره ما للسَّمرقنديِّ، وللأَصيليِّ في التَّفسير الوجهانِ، وبالثَّاء فيهما لأبي زَيْد، ومعنى الرِّوايتين واحدٌ؛ أي:«رُعِبْتُ» كما جاء بهذا اللَّفظ أوَّلَ البُخاريِّ [خ¦٤]، قال الخليلُ: جُئِثَ الرَّجلُ وجُثَّ: فَزِعَ، ووقع للقابسيِّ:«فجُثِئْتُ» قدَّم الثَّاء على الهمزةِ في كتاب الأنبياء، ولا معنى له، ووقع له في كتاب التَّفسير ولغيره:«فحُثِثتُ» بالحاء المهملة وثاءين مثلَّثَتَين، وكذا رواه ابنُ الحذَّاء في كتاب مسلمٍ في الثَّاني والثَّالث، وفسَّروه بأسْرَعتُ، ولا معنى له؛ لأنَّه قال بعده:«فهوَيتُ إلى الأرض»[خ¦٣٢٣٨] أي: سقَطتُ؛ يريد من الذُّعر، فكيف يجتَمع السُّقوطُ والإسراعُ؟!
(١) المثبت في التلاوة قوله تعالى ﴿ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾ [النحل: ٥٣]