٨٨٩ - (ر ف ق) قوله: «إنَّ الله رَفيقٌ يحبُّ الرِّفْق»[خ¦٦٩٢٧] والرِّفقُ في صِفات الله تعالى وأسمائه بمعنَى اللَّطيف الذي في القُرآنِ، والرِّفق واللُّطفُ: المُبالغَة في البِرِّ على أحَسنِ وجُوهِه، وكذلك في كلِّ شَيءٍ، وكذلك الرِّفقُ، والرِّفقُ في كلِّ أمرٍ أخذُه بأحَسنِ وجُوهِه وأقربِها، وهو ضِدُّ العُنفِ، ومنه في الحَديثِ:«إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأَمْرِ كُلِّه»[خ¦٦٠٢٤]، وقوله:«يَسْتَرْفِقُه»[خ¦٢٧٠٥] أي: يطلُب منه الرِّفق والإحْسانَ.
وقوله «في الرَّفِيقِ الأَعْلَى»[خ¦٣٦٦٩] بفَتحِ الرَّاء، و «معَ الرَّفيقِ»، و «اللهُمَّ الرَّفيقَ الأَعْلَى»[خ¦٤٤٦٣]، و «ألحِقْني بالرَّفيقِ الأَعْلى»[خ¦٥٦٧٤]، قيل: هو اسمٌ من أسماءِ الله تعالى، وخطَّأ هذا الأزهريُّ، وقال: بل هم جماعَةُ الأنبياءِ، ويُصحِّحه قولُه في الحَديثِ الآخَر:«﴿النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ﴾ إلى قوله: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النِّساء: ٦٩]»[خ¦٤٥٨٦]، وهو يَقَع للوَاحدِ والجميعِ، وقيل: أراد رِفق الرَّفيق، وقيل: أراد مُرتَفقَ الجنَّة، وقال الدَّاوديُّ: هو اسمٌ لكُلِّ سَماءٍ، وأراد «الأعلى»؛ لأن الجنَّة فوقَ ذلك، ولم يَعرِف هذا أهلُ اللُّغةِ، ووَهِم فيه، ولعلَّه تصحَّف له من الرَّفيع، وقال الجَوهريُّ: الرَّفيق أعلى الجنَّة.
قوله:«فقَطعتُهما مِرفَقَتَينِ» بكَسرِ الميمِ، أي:«وِسادَتَين»[خ¦٥٩٥٤]، كما جاء في الحديثِ الآخَر، وأمَّا المَرفَق من اليدِ وهو طرَفُ عظمِ الذِّراع ممَّا يلي العَضُد فبفَتحِ الميم، وقيل: بكَسرِها.
وقوله في المِرْفَقَتَينِ:«فكان يَرْتَفِقُ بهما في البَيت» يحتَمِل أن يكون بمعنَى يتَّكِئُ من المَرْفقِ، وأن يكون منَ الرِّفق؛ أي: ينتَفِع.
وفي الأذان وَصْفُه ﷺ:«وكان رَحِيماً رَفِيقاً»[خ¦٦٢٨] كذا رواه القابسيُّ بالفَاءِ، وللأَصيليِّ وأبي الهَيثمِ وغيرِهما:«رقيقاً» بالقافِ أوَّلاً، وهو مُتقارب المَعنَى، من رِقة القَلبِ ورِفْقه بأُمَّته وشَفقَته عليهم، وقد وصَفه الله تعالى بذلك فقال: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨].
قوله:«رُفْقَة»[خ¦٤٢٣٢]، و «الرِّفاق»، يقال: رُفقة ورِفقة، وهي الجماعَةُ تسافِر، والجمعُ رِفاق، وأنكَر ابنُ مَكيٍّ أن يكون جمعاً، قال: وإنَّما هو جمعُ رَفِيقٍ، ولم يقل شيئاً، هو جمعُ رَفيق وجمعُ رِفقة، وإنَّما سُمِّيت الرُّفقة من المُرافَقة، والرِّفاقُ أيضاً