تَعريفٍ بصَوابِها، وتَقويمِ إعرَابِها، وتَفهِيم المُؤخَّر من المُقدَّمِ من ألفَاظِها، وبيانِ إضمارَاتٍ مُشكِلة، وعلى من يعُودُ المُرادُ بها
٢٨٨٣ - قوله في أذانِ بلالٍ:«ليُنبِّه نائمَكم، ويرجِعَ قائمَكم» بنصبِ ميم «قائمَكم» مثل «نائمَكم» مَفعُولاً بـ: «يرجع» كما كان نائمكم بـ: «يُنبِّه»، فاعلُه أذان بلال؛ أي: ليُنبِّه نائمَكم ليُصلِّي، ويعلمَ القائم قبلُ للصَّلاةِ قُرب السَّحَر فيرجعَ إلى الاستراحةِ بنَومةِ السَّحَر.
٢٨٨٤ - وفي الَّذي تفُوتُه صلاةُ العَصرِ:«كأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ»[خ¦٥٥٢] بفَتحهِما، مفعُول ثانٍ لـ:«وتر»، والأول مُضمَر عائد على الَّذي تفُوتُه؛ أي: وتر هو أهلَه ومالَه وسُلِب ذلك، وقد ذكَرناه في حرفِ الواوِ [و ت ر]، وهذا على قولِ أكثَرِهم وتَفسيرِه، وأمَّا على ما رُوِي عن مالكٍ في تَفسيرِه: أنَّه ذهب بهم، فعلَى ظَاهرِه يكونان مرفُوعَين مفعُولَين لم يُسمّ فاعلُهما، لكنَّ المعنَى عندي أنَّ تفسيرَ مالكٍ في ذلك على تَقريبِ المعنَى وإرادة سلب وشِبهِه؛ إذ لا يوجد وُتِر بمعنَى: ذهبَ لغةً.
٢٨٨٥ - وقوله:«فسُمِّي ذلكَ المالُ الخَمسُون» ويُروَى: «الخمسين» بالوَجهَين ضبَطْناه عن كافَّة شيُوخِنا ابنِ عتَّابٍ وابنِ حمدين وابنِ عيسَى وابنِ جَعفرٍ، والرَّفعُ لابنِ وضَّاحٍ عند بَعضِهم، وعند ابنِ المرابطِ النَّصبُ لا غير، ووَجهُه المَفعولُ الثَّاني لـ:«سُمِّي»، والرَّفعُ على الحكايةِ.
٢٨٨٦ - وقوله:«في خِلافَةِ أبي بكرٍ وصَدرٍ مِن خِلافَةِ عُمرَ ﵄» كذا ليحيَى على العَطفِ، وعند ابنِ بُكيرٍ والقَعنبيِّ «وصَدراً»[خ¦٢٠٠٩] بالنَّصبِ على المَفعولِ معَه.
٢٨٨٧ - وقوله في الَّذي يشرَبُ في آنيةِ الذَّهبِ والفِضَّة:«كأنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهنَّمَ»[خ¦٥٦٣٤] بالرَّفعِ والنَّصبِ على الاختلافِ في تَفسيرِ «يُجَرْجِرُ»، هل هو بمعنَى: يُصوِّت فيَرتَفِع بالفاعلِ، أو يجري ويُصبُّ فينتصبُ بالمَفعولِ، وقد ذكَرْناه في الجيمِ.