وقوله في الاستِسْقاءِ:«فألَّف الله بين السَّحابِ وهَلَّتْنا السَّحابةُ» أي: أمطَرتنا بقُوَّة، يقال: هلَّ المطَر هلّاً وهلَلاً انصَبَّ بشِدَّة وانهلَّ انهِلالاً، وكلُّ شيءٍ انصبَّ فقد انهلَّ، ولا يقال: أَهلَّت، وقد ذكَرْنا الخلافَ فيه في حَرفِ الميم ومَن قال فيه:«ملَتْنا» بالميمِ.
وتقدَّم تفسير «حيَّ هلاً» في الحاءِ.
٢٢٨٧ - (هـ ل م) قوله: «أُنادِيهم ألَا هلُمَّ»، و «يا بَاغِي الخَيرِ هلُمَّ»، و «هلُمَّ أُحدِّثْك»، و «هلُمِّي يا أمَّ سُليم»[خ¦٣٥٧٨] أي: تعَالِي، منهم مَن لا يُثنِّيه ولا يجمَعُه ولا يُؤنِّثه، وهي لغَةُ الحجازيِّين، ومنهم مَن يفعَل ذلك ويصرفُه، وهي لغةُ تميمٍ، قال صاحبُ «الجمهرة»: وهما كلِمَتان جُعِلتا واحِدَة، كأنهم أرادُوا: هُلَّ؛ أي: أقبِل، وأُمَّ؛ أي: اقصِد، وقيل: بل أصلُها هَلُ أمَّ ثمَّ تُرِك همزه، وكانت كلِمَة يَستَفهِم بها مَن يريدُ أن يأتي طعامَ قومٍ ثمَّ كَثُر حتَّى تَكلَّم به الدَّاعي.
وقوله:«هلُمَّ جرّاً» ذكَرْناه في حَرفِ الجيمِ [ج ر ر].
٢٢٨٨ - (هـ ل ل) قوله: «فهَلَّا بِكراً تُدَعِبُهَا» هي هنا بمعنَى: التَّحضيضِ واللَّومِ، ونصب «بِكراً» على إضمارِ فعلٍ؛ أي: هلَّا تزوَّجت بِكراً.
وذكَرنا في حرفِ الحَاءِ «حيَّ هلاً».
٢٢٨٩ - (هـ ل ع) قوله: «لما في قلُوبِهم من الجَزعِ والهَلعِ»[خ¦٩٢٣] هما بمعنًى، قيل: الهلعُ قلَّة الصَّبرِ، وقيل: الحرصُ، يقال: رجُل هَلِع وهَلُوع وهِلْواع وهِلْواعة: جزُوعٌ حرِيصٌ، وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩]، والهلعُ أيضاً والهلاعُ: الجبنُ عند مُلاقاةِ الأقرَانِ، والهُلائِعُ: اللَّئيمُ، وفي الحَديثِ الآخرِ:«أخاف هلَعَهم» كذا لابنِ السَّكنِ؛ أي: قِلَّة صَبرِهم، ولغَيرِه:«ظَلعَهُم»[خ¦٣١٤٥]، وهو قريبٌ منه، وقد فسَّرناه في حَرفِه [ظ ل ع].
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قوله في الكُسوفِ في حديثِ القَوارِيرِيِّ:«ويحمَدُ ويُهلِّل»، وعند العُذريِّ:«ويهِلُّ»، والرِّوايةُ الأولى أشبَه بالكَلامِ مع تخصيصِ ذِكْر الحَمدِ أوَّلاً، كما ذكَرنا في التَّكبيرِ قبلُ.
الهَاء مع الميمِ
٢٢٩٠ - (هـ م ز) قوله: «ومن هَمَزاتِ الشَّياطينِ أن يَحضرُون»، وقوله:«هَمزِه ونَفخِه».