إلى أنَّه لا يُقال في الشَّمسِ إلَّا: خَسَفَتْ، وفي القمر: كسَفَ، ورُويَ ذلك عن عُروةَ بن الزُّبيرِ، والقرآنُ يرُدُّ هذا، ولعلَّه وهْمٌ من ناقلِه عنه، وقيل: هما بمعنًى فيهما.
وقالَ اللَّيثُ بنُ سعدٍ: الخُسوفُ في الكلِّ، والكُسوفُ في البَعْضِ، وقيل: الكسوفُ تغيُّرُهما، والخُسوفُ مَغِيبُهما في السَّوادِ، وبكلٍّ جاءتِ الآثارُ على ما قدَّمناه، وأصلُ الخُسوفِ: المغيبُ، ومنه:«خَسْفُ الأرضِ»، وهو سُؤُوخُها بما عليها، وقيل: أصلُ الخُسوفِ: التَّغيُّرُ، والذي تدلُّ الأحاديثُ عليه أنَّهما سواءٌ فيهما، وأمَّا الخَسْفُ في الأرضِ فبالخاءِ بغيرِ خلافٍ، وبذلك جاءَ القرآنُ والحديثُ، وهو السَّوخُ فيها.
٦٦٢ - (خ ش ب) قوله: «لا يمنعْ أَحدُكُم جارَهُ أن يغرِزَ خشَبةً في جِدارِه» كذا وقعَتْ روايتُنا فيه على الإفرادِ عن أبي بحرٍ في كتابِ مسلمٍ، وروَيناه عن غيرِ واحدٍ فيه وفي غيرِه:«خَشَبَهُ»[خ¦٢٤٦٣] على الجمْعِ والإضافةِ، وبالإفرادِ روَيناه في «الموطأ» عن أكثرِهم، قال أبو عُمرَ: واللَّفظان جميعاً في «الموطأ»، واختلَفَ علينا في ذلك الشُّيوخُ في «موطأ يحيى».
٦٦٧ - (خ ش ش) وقوله في الشَّجرةِ: «فانقادَتْ كالبعيرِ المخْشوشِ» هو الذي جُعِل في أنفه خِشاشٌ، بكَسرِ الخاءِ: وهو عودٌ يُربَط عليه حبلٌ يذلَّلُ به ليُقاد.