٢٠١٥ - (س أ م) قوله في سَلامِ اليَهودِ: «إنَّما يقُولُون السَّام علَيكُم» * [خ¦٦٠٢٤] فيه تَأوِيلاتٌ، أحدُها: السَّآمة وهي الملال، مَصدَر: سَئِم يَسأَم سآمة وسأَماً قاله الخطابيُّ، وبه فسَّره قتادَةُ، فهذا هو مَهمُوز، وفيه تأويلٌ آخَر: أنَّه الموت، وعليه يدُلُّ قوله:«فقالوا: وعليكم»[خ¦٦٠٢٤]، ومِثلُه جاء مُفسَّراً في الحَديثِ الآخَرِ:«إلَّا السَّام، والسَّامُ: الموتُ»[خ¦٥٦٨٨].
وقوله:«مخافَة السَّآمة علينا»[خ¦٧٠] ممدُود أي: الملالَ، ومنه:«حتَّى أكون … الَّذي أسْأَم»[خ¦٥٢٣٦] أي: أَمَلُّ، ومِثلُه:«إنَّ الله لا يسَأمُ حتَّى تَسأمُوا»، بمعنَى قَولهِ:«لا يمَلُّ حتَّى تمَلُّوا»[خ¦١١٥١]، وقد تقدَّم في الميمِ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في (باب التَّعوُّذ من الفِتَن): «عن أنسٍ سَأَل رسُول الله ﷺ حتَّى أحفَوْه»[خ¦٦٣٦٢] كذا للمَروزيِّ، ولغَيرِه:«سُئِل»، وهو الصَّوابُ، وكتَبَه بالألفِ فوَهِم فيه وفتَح الهَمزَة، وكذا جاء في حَديثِ أبي موسَى:«سُئِلَ رسول الله ﷺ»[خ¦٧٢٩١] على ما لم يُسمَّ فاعِله؛ أي: سأَل ناسٌ أو سائِلُون كما قال في حَديثِ يوسفَ بنِ حمَّادٍ عن أسْرارِ النَّاسِ: «سألوا رسولَ الله ﷺ حتَّى … ».
في حَديثِ الإفْكِ في كتابِ الأنبيَاءِ في البُخاريِّ في قصَّة يوسفَ عن مَسرُوقٍ:«سألتُ أُمِّي أمَّ رُومَان»[خ¦٣٣٨٨]، وفي المَغازِي [خ¦٤١٤٣]، وفي تَفسيرِ يوسفَ [خ¦٤٦٩١]: «حدَّثتنِي أمُّ رُومَان» وذكَر الحديثَ، هذا عندَهم وهمٌ، ولهذا لم يُخرِّج هذا اللَّفظ مسلمٌ، قالوا: لأنَّ مسرُوقاً لم يُدرِك أمَّ رُومانَ، والحديثُ مُرسَلٌ، قالوا: ولعلَّه مُغيَّرٌ من سُئِلَت على ما لم يُسمَّ فاعله، وكذا روَاه أبو سَعيدٍ الأشجُّ، وقد ذكَرْناه في حَرفِ الحاء وما قيل فيه فانظُره هناك.
في حَديثِ بَدرٍ قوله لقَتلاها:«أَيسُوؤُكم أنَّكم أطَعْتُم الله ورسُولَه» كذا للحمُّوييِّ، وللباقِينَ:«أيسُرُّكم»[خ¦٣٩٧٦]، وهو الوَجهُ، لكن قد يُخرَّج لرواية الحمُّوييِّ وجه حسَن؛ أي: إنَّ ذلك لم يسُؤكم على ما كنتُم تعتَقِدون، وإنَّما ساءكم طاعة غَيرِه، توبيخاً لهم وتَقرِيعاً وحسرَةً، كما قال آخرَ الحَديثِ.
وفي (باب كَلامِ الرَّب مع الأنبِيَاءِ): «ذهَبْنا إلى أنسٍ وذَهبْنا معنا إليه بثابتٍ البُنانيِّ يَسألُه عن حَديثِ الشَّفاعةِ»[خ¦٧٥١٠] كذا للأَصيليِّ وأبي ذرٍّ، ولغَيرِهما:«فسَألَه» وهو وهمٌ؛ لأنَّ بعدَه:«فإذا هو في قَصرِه»، وبعدَه:«فقُلنا لثابتٍ سَلْه».
وفي حَديثِ فتحِ مكَّةَ:«فإنْ أُصِيبوا أعطَينا الَّذي سُئلناه» كذا لكافَّتهم،