والأوَّلُ أصوبُ بغيرِ شكٍّ، وقال بعضُهم: الفِدرَةُ: القِطعَةُ من اللَّحم إذا كان مطبوخاً بارداً، والحديثُ يدلُّ على خلافِ قوله والرِّوايةُ الثَّانية؛ إلَّا أن يكونَ استعارَ ذلك لكلِّ قطعةٍ أنَّها في العِظَم كالثَّورِ أو قَدرِه.
١٨١٦ - (ف د ع) قوله: «لمَّا فدَعَ يهودُ عبدَ الله بنِ عُمَر» * [خ¦٢٧٣٠] وكذلك قوله: «فُدِعَت يَداهُ» أي: أُزيلَت من مفاصلِها فاعوجَّت، وفَدِع هو مثلُ عَرِج إذا أصابه ذلك؛ فهو أفدَعُ مثلُ: أعرَجُ، هذا الذي يعرفُه أهلُ اللُّغةِ؛ قالوا: الفَدَعُ: زوالُ الِمفصَلِ، قاله أبو حاتمٍ، وقال الخليلُ: عِوَجٌ في المفاصلِ، وقال الأصمعيُّ: هو زيغٌ في الكفِّ بينَها وبينَ السَّاعدِ، وفي القدم زيغٌ بينَها وبينَ السَّاقِ، وفي بعضِ تعاليقِ ابنِ السَّكنِ على البخاريِّ: فُدِعَ؛ يعني كُسِر، والمعروفُ في قِصَّة ابنِ عمرَ وما ناله، ما قاله أهلُ اللُّغةِ.
١٨١٧ - (ف د ف د) قوله: «فِإذا أوفَى على ثَنيَّةٍ أو فَدفَدٍ»[خ¦٢٩٩٥] هي الفلاةُ من الأرضِ لا شيءَ فيها، وقيل: الغليظةُ من الأرضِ ذاتُ الحصَا، وقيل: الجَلْدُ من الأرضِ في ارتفاعٍ.
١٨١٨ - (ف د ي) قوله: «فِدًى لك»[خ¦٦١٤٨] مقصورٌ، و «فِداءٌ لك أبي وأمُّي»[خ¦٣٩٠٥] ممدوداً بكسرِ الفاءِ فيهما، وقال يعقوبُ: العربُ تقول: لكَ الفِدَى والحِمَى فيقصرونَه إذا ذكروا الحِمَى، فإذا أفردوه مدُّوه، وتقول: فداءً لك، وفداءٌ لك، وفداءٍ لك؛ بفتحِ الهمزِة وضمِّها وكسرِها، وفدىً لك مقصورٌ، وحكَى الفرَّاءُ: فَدىً مفتوحَ الفاءِ مقصوراً، قال الفرَّاءُ: فإذا كسروا الفاءَ مدُّوا، وربَّما كسرُوا وقصرُوا.
وأنكرَ الأخفشُ قصْرَه مع الكسرِ، قال: وإنَّما يُقصَر إذا فتحتَ الفاءَ، فإذا كسرتَها مددتَ إلَّا للضرورةِ كما قال:
فِدىً لك والدي، وفِدتك نفسي.
وقوله:«فَدَاك أبي وأمِّي»[خ¦٦١٨٤] بفتحِ الفاءِ مقصوراً فعلٌ ماضٍ، ويصحُّ أن يكونَ اسماً على ما تقدَّم.
و «الفِدْيَة»[خ¦١٨١٦]، و «فِديةُ الأذى» قال الأصمعيُّ: الفِداءُ يُمَدُّ ويُقصَر لغتانِ مشهورتانِ، وأمَّا المصدرُ من فاديتُ فممدودٌ لا غير، وقال: والفاءُ في كلِّ ذلك مكسورةٌ، وحكى الفرَّاءُ فَدىً لك مفتوحاً مقصوراً، و «فَدَاك أبي وأمُّي»[خ¦٢٩٠٥] فعلٌ ماضٍ مفتوحُ الفاءِ، ويكونُ اسماً على ما حكاهُ الفرَّاءُ.