للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليدَ على القُدرةِ، وعلى المِنَّة، وعلى النِّعمة والقُوَّة، والمُلكِ والسُّلطانِ، والحفظِ والوِقايةِ، والطَّاعةِ والجَماعةِ، بحسب ما يلِيقُ تَأويلُها بالمَوضعِ الَّذي أتَت عليه، وكذلك تأوَّلوا غيرَها من الألفاظِ المُشكِلة، ولكلِّ قولٍ من ذلك سَلَف وقُدوَة ووَجهٌ وحجَّةٌ، ولا تخالُف بينَهم في ذلك إلَّا من جِهةِ الوُقوفِ أو البَيانِ، وهم مُتفقُون على الأصلِ الذي قدَّمناه من التَّنزيهِ والتَّسبيحِ لمن ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] خِلافاً للمُجسِّمة المُبتدِعة المُلحِدةِ.

وقوله: «بيدِكَ الخيرُ»، و «الخيرُ … بيَدِك» [خ¦٣٣٤٨] أي: في ملكِكَ وقُدرَتِك.

وقوله: «وهُم يَدٌ على مَن سِواهم» أي: جماعَة، واليدُ: الجماعةُ أيضاً، يريد أنَّهم يتَعاوَنون على أعدَائهِم من أهلِ المِلَلِ، لا يخذل بعضُهم بعضاً، وقيل: قوَّة على مَن سِواهم، وهو يرجِعُ إلى المعنَى الأوَّلِ.

وقوله: ﴿حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ﴾ [التوبة: ٢٩] قيل: عن قَهرٍ وذُلٍّ واعترافٍ، وقيل: من نقدٍ، وقيل: عن إنعامٍ علَيهِم بأَخذِها، ويكون عن يدٍ؛ أي: بأَيدِيهم بغَيرِ واسِطَة، وقد تأوَّل مِثلهُ في قَولِه: «خَلَقَ آدمَ بيدِه، وكتَبَ التَّوراةَ بيَدِه، وغرَس الجنَّة بيَدِه» أي ابتَدَأ لم يحتَج إلى مناقل أحوال، وتَدريجِ مَراتِب، واختِلافِ أطْوارٍ كسائرِ المَخلُوقاتِ والمَغرُوساتِ والمَكتُوباتِ، بل أنشَأ ذلك إنشاءً بغيرِ واسِطَة كما وجِدَت، وهو أولَى ما يُقالُ عندي في ذلك.

وقول أنسٍ: «ودَسَّتْهُ تحتَ يَدِي» [خ¦٣٥٧٨] أي: غيَّبته تحت إبطي.

وقوله: «لا يَدَانِ لأحدٍ بقِتَالِهم» أي: لا طاقَة ولا قُدرَة.

وقوله: «وأَرْعاهُ على زَوحٍ في ذاتِ يَدِهِ» [خ¦٣٤٣٤] أي: ما في ملْكِه ومَالِه.

اليَاء مع الطَّاء

٢٤٤٤ - (ي ط ب) قوله: «عليكم بالأَسودِ منه فإنَّه أَيْطَبُه» [خ¦٥٤٥٣] هي لُغَة صحِيحَة في أطيَب، يقال: ما أطيَبه وما أيطَبه.

اليَاء مع الميمِ

٢٤٤٥ - (ي م م) قوله: «فتَيَمَّمْتُ بها التَّنُورَ» [خ¦٤٤١٨]، و «تيمَّمت النَّبيَّ »، و «تَيَمَّمْتُ مَنْزِلي» [خ¦٤١٤١] كلُّه بمعنَى: قصَدت، ومنه: «التَّيمُّم»، ومنه قوله تعالى: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النِّساء: ٤٣] أي: اقصدُوه، وقد جاء بالهَمزِ، وقد ذكَرناه في حَرفِ الهَمزةِ [أ م م].

وقوله: «كما يُدخلُ أَحدُكُم أصبُعَه في اليَمِّ» هو البَحرُ، قال ابنُ دُريدٍ: وزعَم قومٌ أنَّها لغَة سِريَانِيَّة، وقال السَّمرقَنديُّ: اليَمُّ: النِّيلُ، وقيل: أصلُه

<<  <  ج: ص:  >  >>