للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُنْمَى -يعني بضمِّ أوَّلِهِ على ما لم يسمَّ فاعلُهُ- ولم يَقل: يَنمِي، كذا لهم، وعند الأَصِيليِّ: وقال إسماعيلُ: يَنمِي -يعني بفتحِ أوَّلِهِ- ولم يقل: يُنمِي -يعني بضمِّ أوَّلِهِ وكسرِ الميمِ- وليس بشيءٍ هنا، وفي روايةِ الدَّبَّاغ: «يُنهِي ذلك» بالهاء، وكلُّه تصحيفٌ وخطأٌ، إلَّا ما قدَّمناه من الرِّوايةِ المعروفةِ، وإن كان يُخرَّجُ لـ: «يُنهي» وجهٌ؛ أي: يصلُ به إلى النَّبيِّ ، كما قال في غيره: «يبلُغُ به النَّبيَّ » [خ¦١٤١]، لكنَّ المعروفَ في روايةِ هذا الحديثِ الميمُ.

قال أبو عُبيدٍ: نَمَى الحديثَ مخفَّفُ الميمِ؛ أي: أبْلَغَهُ، ونَمَيتُهُ إلى غيرِي مثلُ: أسندْتُهُ، ونَمَّيتُهُ: أبلغتَهُ على وجهِ النَّميمةِ. وقال ابنُ قتيبةَ وغيرُهُ: نَمَيتُهُ: نقلتَه على وجهِ الإصلاح، ونمَّيتَه بالتَّثقيل: نقلَتَه على جهةِ الإفساد. قال غيرُهُ: وأنْمِيه نمْيَاً.

النُّون مع الصَّاد

١٣٥٧ - (ن ص ب) قوله: «على قدْرِ نَصَبِكِ» أي: تعبِكِ وسعيِكِ؛ بفتح الصَّاد، وكذلك قوله: «لا نصَبَ» [خ¦١٧٩٢] أي: لا تَعَبَ فيه ولا مشقَّةَ، والنَّصَبُ: الإعياءُ، وهو النُّصْبُ أيضاً: بضمِّ النُّونِ وسكونِ الصَّاد.

قال ابنُ دُريدٍ: النُّصْبُ تغيُّرُ الحالِ من مرضٍ أو تعبٍ أو حزنٍ، وكذلك: «فلم يصِبْهم النَّصَبُ»، و «لم ينصَبْ موسى» بفتحِ الصَّادِ فيهما.

وفي خبرِ الدَّجَّال: «وما يُنْصِبُكَ منه؟» أي: ما يُتعبُكَ ويشغلُ بالَك من شأنِه، قال ابن دُريدٍ: يقال: أنصَبَه المرضُ ونصَبه، وأنصبه أعلى، وقال صاحبُ «الأفعال»: هو تغيُّرُ الحالِ من مرضٍ أو تعبٍ؛ نَصِبَ بالكسر: أعيا من التَّعب.

وقوله: «تَنصِبُ رِجلَكَ اليمنى» [خ¦٨٢٧] أي: تُقيمُها وترفعُ جانبَهَا عن الأرض، وكلُّ شيءٍ رفعتَهُ فقد نصبْتَهُ.

وقوله: «ونصَبَ يدَه» [خ¦٤٤٤٩] أي: مدَّها.

وقوله: «ونَصَبَني للنَّاسِ» [خ¦٦٨٩٩] أي: رفعَني لأبصارِهم وشَهَرَني بسؤالِه إيَّايَ بما يَسألُ عنه.

وقوله: «كأنِّي نُصُبٌ أحمرُ»، و «لا آكلُ ممَّا تذبحونَ على أنْصابِكم» [خ¦٣٨٢٦].

وقوله: «نصَبوا دجاجةً يرمونَها» [خ¦٥٥١٣] أي: جعلوها غَرَضاً، النُّصُبُ: الحجارةُ التي يُذبَح عليها، يريدُ أنَّه صارَ ممَّا ضربوه وأدْمَوه أحمرَ بالدَّمِ مثلَها، وجمْعُها أنصابٌ، ويقال لواحدِها: نُصُبٌ ونُصُّبٌ مخفَّفاً ومثقَّلاً، ونَصْبٌ بفتحِ النُّونِ أيضاً وسكونِ الصَّاد.

وقوله: «ذاتُ مَنصِبٍ وجَمالٍ» [خ¦٦٦٠] أي: قدْرٍ وشرفٍ، نِصابُ الرَّجلِ ومَنْصِبُه: أصلُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>