في المُزارَعةِ في (بابِ مُواساةِ أصْحابِ النَّبيِّ ﷺ: «فذَكَرْتُه لطاوسٍ وكان يُزرِعُ» كذا لابنِ السَّكنِ، ولغَيرِه:«وقال»[خ¦٢٣٤٢]، والصَّوابُ الأوَّل.
وفي التَّفسيرِ:«ما يَنبَغي لأحدٍ أن يكُونَ خيراً من يونسَ بنِ مَتَّى»[خ¦٤٨٠٤] كذا للمَروَزيِّ وغيرِه، وعند الجُرجانيِّ:«أن يقول: أنا خيرٌ من يونسَ بنِ مَتَّى»[خ¦٣٣٩٥]، وكِلتا الرِّوايتَين صَحِيحةُ المعنَى، فيحتَمِل أن يكون «أنا» راجعاً إلى النَّبيِّ ﷺ؛ لقوله:«لا تُفَضِّلوا بين الأنبِيَاءِ»[خ¦٣٤١٤] إمَّا على طريقِ الأدَبِ والتَّواضُعِ، أو على طريقِ الكَفِّ أن يُفضَّل بينهم تفضيلاً يؤدِّي إلى تَنقُّص بَعضِهم، أو يكون ذلك قبل أن يعلمَ أنَّه سيِّد ولدِ آدمَ، أو يكون المراد بـ:«أنا» كلُّ قائل ذلك من النَّاسِ، ويكون بمعنَى الرِّواية الأولى، فيفضِّلُ نفسَه على نبيٍّ من الأنبياءِ، ويعتَقِد أن ما نصَّ الله عليه من قِصَّته قد حطَّت من مَنزِلَته، وقد بسَطْنا الكلامَ في هذا في كِتابِنا «الشِّفا»، وكتاب «الإكمال».
الكَاف مع اليَاء
١١١٤ - (ك ي د) قوله: «يُكَادَانِ بِهِ»[خ¦٥٨٠٧]، ويروى «يُكْتَادَانِ بِهِ»[خ¦٣٩٠٥] من الكَيد والمَكِيدة، وهو اعتقادُ فِعل السُّوء وتدبيرُه لهما، وكادَ الشَّيءُ بمعنى قرُبَ وهَمَّ.
وقوله:«وهو يَكِيدُ بِنَفْسِه» قال الخليلُ: أي: يسُوق، قال أبو مَروان بنُ سراج: كأنَّه من الكَيدِ وهو القيءُ، أو من كَيْد الغُراب وهو نَعِيبُه، أو من كادَ يكادُ إذا قارَب، كأنَّه قارَب الموت، ولأنَّ صفَتَه في نفسِه صِفَةُ من يتقيَّأ، أو الغُرابُ إذا نَعَبَ وضَمَّ فاه وحرَّك رأسَه وردَّد صَوْتَه.