وأصلُه لون يخالف بعضُه بعضاً، ومنه الغُرابُ الأبقَعُ الَّذي فيه بياضٌ وسَوادٌ، فأمَّا البقعةُ من الأرضِ بفَتحِ الباء وضَمِّها فجَمعُها بِقاعٌ وبُقَعٌ.
٢٠٠ - (ب ق ي) قوله: «إنَّه أبقَى لثَوبِكَ، وأتقَى لربِّكَ»[خ¦٣٧٠٠] كذا الرِّوايةُ فيه الأولى بالباء بواحِدَة، والثَّاني بالتَّاء باثنتَين فوقَها، كذا الرِّواية عند جَميعِهم، قال الأصيليُّ: ومنهم من يقول: «أنقَى لثَوبِكَ» بالنُّونِ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في صَلاةِ النَّبيِّ ﷺ باللَّيلِ:«فَبَقَيْتُ كيف يُصلِّي» كذا رَوَيناه عن الطَّبري بباء بواحِدَة بعدها قاف مَفتُوحة مخفَّفة، وهو بمعنَى ارتَقَبْت، وعن السَّمرقَنديِّ:«فترقَّبتُ» من الارْتِقابِ، وعن العُذريِّ:«فبَغَيت» بمعنى طلَبْت من الابتِغَاء، ورواه البَرقانيُّ في كتابه:«فرَمَقت» من إدامَة النَّظر.
وفي الحَديثِ الآخَرِ عند البُخاريِّ من رِوايَة ابنِ السَّكنِ والقابِسيِّ والأَصيليِّ:«كنت أَبْقيه»[خ¦٦٣١٦] بفَتحِ الهَمزةِ وسُكونِ الباء، مثل «بَقَيْت» في الحَديثِ الأوَّل؛ أي: أرْتَقِبه، ولغَيرِهم:«أُبَقيه» بضمِّ الهَمزةِ وفَتحِ الباء، وعند الطّرابلسيِّ:«أبْغِيه» بالغَين، وفي مُسلمٍ عند شيُوخِنا:«أنْتَبِه له»، ورواه البَرقانيُّ:«أرتَقِبُه»، وأوجَهُها:«بَقَيت» و «أُبَقيه» و «ترقَّبتُ» و «ارْتَقَبت».
وقوله:«فاغْفِر فداءً لك ما أبقَينا»[خ¦٤١٩٦] كذا للأَصيليِّ وغَيرِه، وعند القابِسيِّ:«ما لَقِينا»، كذا ذكَره البُخاريُّ في غَزوةِ خَيبَر، وعندَه في غيرِ هذا المَوضعِ وفي مُسلمٍ:«ما اقتفَينا»[خ¦٦١٤٨] أي: اكتَسَبنا، وأصلُه الإتباعُ، وذكَر المَازِريُّ أنَّه رُوِي:«ما ابتَغَينا» ولعلَّه تغيِيرٌ، و «اقتَفَينا» أكثرُ وأشهرُ.
في (بابِ الماءِ الَّذي يُغسَل به شعر الإنسان وسؤر الكِلاب وممرها في المَسجدِ) قوله: «كانتِ الكلابُ تُقْبِلُ وتُدْبِرُ في المَسجدِ في زمَنِ رسولِ الله ﷺ، فلم يكونوا يَرُشُّون شيئاً من ذلك»، وفي رِوايَة النَّسفيِّ:«تَبولُ وتُقبِلُ وتُدبِرُ»[خ¦١٧٤]، ولفظَة «تبُولُ» هنا وهمٌ والله أعلم، والتَّرجمة لا تَقتضِيه، ولا بَقِيَّةُ الكَلامِ.
وقوله:«فما تَرَون ذلك يُبقي من درَنِه» * [خ¦٥٢٨] كذا أكثَر الرِّوايات فيه بالباء، ووقَع عند بَعضِ شيُوخِنا بالباء والنُّون معاً، والبَاء أوجَه وأظهَر في المَعنَى ومساق الحَديثِ.