١٦١٤ - (ع ر ي) قوله: «نهى … أن تُعْرَى المدينةُ» * [خ¦١٨٨٧] بسكونِ العينِ، ورواه المستملي في كتابِ الصَّلاةِ:«تُعَرَّى» بفتحِ العينِ وتشديدِ الرَّاءِ، والصَّوابُ الأوَّلُ، ومعناه: تُخلَى فتتركُ عراءً، والعَرَاءُ: الفَضاءُ من الأرضِ، الخَالي الذي لا يَسترُه شيء، قالَ الله تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء﴾ [الصافات: ١٤٥].
قوله:«إلَّا … العَرِيَّة»[خ¦٢١٩١] مشدَّدُ الياءِ، و «رخَّصَ في العَرَايا بخَرْصِها»[خ¦٢١٧٣] اختلَفَ الفُقَهاءُ واللُّغويونَ في صفتِها واشتقاقِها، فقيل: هي النَّخلةُ أوالنَّخلاتُ؛ يُبيحُ الرَّجلُ ثمرَها عامَه للرَّجلِ، فرُخِّصَ له شراؤُها منه بخرْصِها تمراً للجَدَادِ، وهذا قول مَالِكٍ، فكأنَّها هنا عريَّةٌ من مالِه ومُخرَجَةٌ منه، أو من تحريمِ المزابنةِ وبيعِ التَّمرِ بالتَّمرِ غيرَ يدٍ بيدٍ للضَّرورةِ، فعيلةٌ بمعنى مفعولةٌ وتكونُ على هذا بمعنى فاعلةٌ؛ لخروجِها من مالِه أولاً، أو لخروجِها من التَّحريم ثانياً.
وقيل: لأنَّ ثمرتَها عُرِّيت من أصلِها، فاعلةٌ أيضاً وبمعنى مفعولةٌ على هذا، وقيل: سُميَّت بذلك؛ لأنَّها أُعريَتْ عن السَّوم عندَ البيعِ.
وقيل: العريَّةُ: النَّخلةُ تكونُ للرَّجُلِ في حائطِ الآخرِ، يتأذَّى بدخولِه فيه، فرخِّصَ له شراؤُها منه بخرْصِها لدفعِ أذاه، فسُمِّيت على هذا عريَّةً لانفرادِها، يقال: أعريتُ هذه النَّخلةَ إذا أفردْتَها بالبيعِ أو بالهبةِ، وهي اسمٌ للنَّخلةِ، إذا أرطبَتْ؛ لأنَّ النَّاسَ يعرُونَها؛ أي: يأتونَها للالتقاطِ منها.
وقالَ الشافعيُّ وغيرُه: هو شراءُ الأجنبيِّ لها بفضلِ تمرِهِ نقداً، لحاجتِهِ إلى أكلِ بُسْرِها ورُطَبِها، وطلبِه ذلك من ربِّها، فهي على هذا تكونُ صفةً للفعلِ أو للنَّخلةِ أيضاً فاعلةٌ بمعنى الأوَّلِ، أو مفعولةٌ بمعنى: مطلوبةٌ، من عَرَاه يَعرُوه، إذا طلبَ له وسألَه.
وقوله:«ركبَ فرساً لأبي طلحةَ عُرْياً» * [خ¦٢٩٠٨] بضمِّ العينِ وسكونِ الرَّاء، وفي الحديثِ الآخرِ:«مُعرَوْرىً» بضمِّ الميمِ؛ أي: ليسَ عليه سَرْجٌ ولا أداةٌ، ولا يقال مثلُ هذا في الآدميين، إنَّما يقال: عُرْيان، ولا يُقال: افعَوعَلَ معدَّى، إلَّا في اعْرَورَيتُ الفرسَ واحلَولَيتُ الشَّيءَ.
وفي حديثِ النَّاقةِ الملعونةِ:«أَعْرُوها» معناه: ما جاءَ في الحديثِ نفسِه: «خُذُوا مَا عَلَيها» أي: انْزِعوا عَنْها حِمْلَها وأَدَاتَها.
وفي الحديثِ:«أنا النَّذِيرُ العُرْيَانُ»[خ¦٦٤٨٢] هُوَ مَثَلٌ متقدِّمٌ عندَ العربِ مبالغةً؛ لأنَّ النذيرَ إذا كان عُرياناً كان أبينَ، وقيل: بل كانوا إذا أَنذَروا كشفَ المنذرُ ثوبَه