الزِّنا، قال القاضي ﵀: أصلُه كلُّ ما يُتقذَّر ويُجتَنب، والمرادُ -والله أعلم- عمومُ المعاصي والحدودِ.
١٩١٣ - (ق ذ ف) قوله: «خَشِيتُ أن يُقذَفَ في قُلُوبِكُما» [خ¦٢٠٣٥] أي: يُلْقى، والقَذفُ: الرَّميُ بالشَّيء، وَقذْفُ السَّبِّ: رميُ الإنسانِ بالفاحشةِ، ويكون من التَّقوُّلِ بالظَّن والتَّرجِيم، كما قال الله تعالى: ﴿وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [سبأ: ٥٣] أي: يَرجُمون ويتقوَّلون.
وفي حديث الدَّجَّال: «فيُقذَفُ به» أي: يُرمَى. وقوله: «أرى القَذاة فيه».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حديث الكُهَّانِ: «فيَقذِفون فيها ويزِيدون» كذا روايةُ الجماعةِ؛ أي: يتقوَّلون ويكذِبون كما قدمناه، وعند الهَوزنيِّ: «يقرِفون» بالرَّاء، والاقترافُ: الاكتسابُ، والأوَّلُ أظهرُ.
وفي حديثِ أبي بكرٍ: «فيَنْقَذِفُ عليه نساءُ المشْركينَ» [خ¦٣٩٠٥] كذا للمَروزيِّ والنَّسفيِّ والمستمليْ، ولغَيرِهم من شُيوخِ أبي ذرٍّ: «فيتَقذَّفُ»، وعند الجُرجانيِّ: «فَيتَقصَّف» [خ¦٢٢٩٧] أي: يَزْدحمُ، وهو المعروفُ.
القافُ مع الرَّاءِ
١٩١٤ - (ق ر أ) قوله: «أيَّام أقرائِكِ» جمعُ: قُرْءٍ وقَرْءٍ، بالضَّمِّ والفتحِ، وهي الأطهارُ عند أهلِ الحجازِ، والحيضُ عند أهلِ العراقِ، ومن الأضدادِ للوَجهَينِ عند أهلِ اللَّغةِ، وحقيقتُه الوقتُ عند بَعضِهم، والجمعُ عند آخرين، والانتقالُ من حالٍ إلى آخَر عند آخرين، وهو أظهرُ عند أهلِ التَّحقيقِ، وفي قولِه في هذا الحديثِ: «دعي الصَّلاةَ أيَّامَ أقرائِك» ردٌّ على العراقيِّين.
وسُمِّي القُرآنُ قرآناً؛ لجمعِه القَصصَ والأمرَ والنَّهيَ والوعدَ والوعيدَ.
وقوله في القُرآنِ: «أن تقرَأه نائماً ويَقظانَ» قيل: معناهُ تجمُعه حفظاً على حالتَيك.
من قولهم: ما قَرأتِ الناقةُ جنيناً؛ أي: لم تَشتَمِل عليه.
وقوله في حديثِ إسلامِ أبي ذرٍّ: «لقدْ وَضعتُ قولَه على أَقراءِ الشِّعْرِ» أي: طُرقِه وأنواعِه، واحدُها: قَرْءٌ، وقيل: قَرِيءٌ، يُقال: هذا الشِّعرُ على قَرْءِ هذا، وقد رُوي بغير هذا اللَّفظِ، وهذا هو الصَّحيحُ، وسنَذكرُه.
وقوله: «وهو يقْرأُ عليك السَّلام» [خ¦٣٢١٧] وقد رُوي في غيرِ حديثٍ: «يُقْرِئُ السَّلام» [خ¦١٢٨٤] بضمِّ الياءِ، قال أبو حاتِم: يقول: اقرأْ عليه السلام، وأَقْرِئْه الكِتابَ، ولا تقلُ: أقْرِئه السَّلامَ إلَّا في لغةِ سَوءٍ، إلَّا إذا كان مكتوباً