تَأوِيلُ مالكٍ وأصحابِه في الآيةِ، وتأوَّله غيرُه أنَّ معناه: مُنبِتاً، وقوله: «جُعِلَتْ لي الأَرضُ طَيِّبَةً طَهُوراً» أقوَى حجَّة لمالكٍ في ذلكَ أنَّ مَعناه: طاهِرة مُطهِّرة، فكرَّر اللَّفظَ للفَائدةِ الزَّائدةِ في تَطهيرِها لغَيرِها، ولم يخُصَّ ﷺ بأنَّها مُنبِتَة.
وفي التَّشهُّد: «الطَّيِّباتُ لله» أي: الكَلِماتُ الطَّيِّباتُ.
وقوله: «مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ» [خ¦١٤١٠] أي: حلالٍ، ومنه قوله: «إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبَل إلَّا طيِّباً»، وتَسمِيتُه تعالى طيِّباً وقوله: «وتأوَّلتُ أنَّ دِينَنا قد طاب» أي: خَلُصَ، وقوله: «الحمدُ لله كثيراً طيِّباً» [خ¦٧٩٩] قيل: خالصاً.
وقوله في المَدينةِ: «ينصَعُ طِيبُها» بكَسرِ الطَّاء كذا عند ابنِ وَضَّاحٍ، وعند غَيرِه: «طَيِّبها» [خ¦١٨٨٣] بفَتحِ الطَّاء وكَسرِ الياء، وكِلاهُما هنا صَحيحُ المعنَى، ومعنى «ينصع»: يخلُصُ، وقيل: يَنقَى ويطهُر.
وقوله: «من رُطَبِ ابنِ طابٍ»، و «عُرجُونُ ابنِ طابٍ»، نوعٌ من تُمورِ المَدينةِ طيِّبٌ.
و «طُوبَى» [خ¦٢٨٨٧] شَجرَة في الجنَّةِ، مَقصُورٌ مَضمُومُ الطَّاء، تُظلِّل الجنَّة، وأصلُها من الطِّيبِ، وفي الحَديثِ: «طُوبَى لهم» قيل: يريدُ هذه الشَّجرةَ أو الجنَّة؛ أي: ظِلُّ طوبى، وهي الجنَّة، وقيل: اسمٌ للجنَّةِ.
و «الاسْتِطابَة» الاسْتِجمارُ بالأحْجارِ؛ لأنَّ الموضِعَ يطِيبُ بذلك ويُزال نَتنُه.
وقوله: «عليكُم منَ المَطاعِم بما طابَ منها» يعني الحَلالَ.
وقوله في سَبيِ هَوازِنَ: «فمَن أحبَّ منكم أن يُطيِّب ذلك»، وفيه: «قد طيَّبوا لك» [خ¦٢٣٠٧]، معناه: أباحوه وحلَّلوه وطابَت به نفوسُهم ولم يَكرَهْه أحدٌ مِنهُم.
١٠٢٤ - (ط ي ر) في صِفَة الفَجرِ الأحمَر: «المُستَطِير» أي: المُنتَشِر في الأفُق لا الصَّاعِد، ولفظُه في الحديثِ ومَدِّه يدَيه يفسِّره، وتفسيره تَفرِيقه بينه وبين المُستَطيل باللَّام، وهو الصَّاعد إلى الأفُق، وهو الكاذِبُ، وقوله: «حريقٌ بالبُوَيرَةِ مُستَطِيرُ» [خ¦٢٣٢٦] مِثلُه؛ أي: مُنتشِر.
وقوله: «نهَى عنِ الطِّيَرَة» [خ¦٥٧٥٣] بكَسرِ الطَّاء وفَتحِ الياء؛ أي: اعْتِقاد ما كانت الجاهِليَّة تَعتقِدُه من التَّطيُّر بالطَّيرِ وغَيرِه،