١٧١٥ - (غ ب ر) قوله: «ما أذكُرُ ما غَبَرَ من الدُّنيا»[خ¦٢٩٦٤] يريدُ هنا ما بقيَ، ويكونُ أيضاً بمعنى: مَضَى.
وقوله:«واخلُفْه في عَقِبِه في الغَابِرينَ» أي: في الباقينَ من الأعدادِ.
وقوله:«في العَشْرِ الغَوابِر من رَمَضانَ»[خ¦٦٢١٩] أي: البَواقِي، وقوله:«بارَك اللهُ لكما في غَابرِ ليلَتِكما» أي: ماضِيها، وقوله:«فغَبَرْتُ ما غَبَرْتُ» أي: بَقِيتُ ما بَقِيتُ.
وفي حديثِ الشَّفاعةِ:«وغُبَّراتٌ من أهلِ الكتابِ»[خ¦٧٤٣٩] أي: بَقايا.
وفي الأشربةِ ذِكْرُ:«الغُبَيراءِ» بضمِّ الغينِ وفتحِ الباءِ مُصغَّراً ممدوداً، فسَّرها في الأشربةِ:«الأُسْكَرْكَةُ»، ويقال:«السُّكْرُكَة» وهو خمرُ الذُّرةِ.
وفي حديثِ أويسٍ القَرنيِّ:«أكونُ في غَبْراءِ النَّاسِ» بفتحِ الغينِ وسكونِ الباءِ ممدوداً، كذا روايتُنا؛ ومعناه: فقراءُ النَّاسِ، ومن لا يُعرَف عينُه من أخلاطِهم، وقال أبو عليٍّ: هم الصَّعاليكُ، ويقال للفقراءِ: بنو غَبْراءٍ، والغَثْراءُ بالثَّاءِ المثلَّثةِ ممدوداً أيضاً؛ عامَّتُهم وجَهَلتُهم، والغُبْرةُ والغُثْرةُ واحدٌ، ورواه بعضُهم:«في غُبَّرِ النَّاسِ» وبعضُهم: «غُمرِ النَّاسِ» بالميم، والصَّوابُ الأوَّلُ، وإنَّما يقالُ بالميم:«غِمارُ النَّاسِ» أي: كافَّتُهم.
وقوله:«كما تَراءَون الكَوكبَ … الغَابِرَ»[خ¦٣٢٥٦] كذا في مسلمٍ، ومعناه: البعيدُ، وقيل: الذَّاهبُ الماضِي، كما قال في الرِّوايةِ الأخرى في البُخاريِّ:«الغَارِبُ»[خ¦٦٥٥٦] بالمعجمةِ، وفي كتابِ ابنِ الحذَّاءِ:«الغَايرِ» بياءٍ باثنتينِ تحتَها كأنَّه الدَّاخلُ في الغُروبِ، وقد فسَّرناه في حرفِ العينِ، والاختلافَ فيه، ومن رواه بالعينِ المهملةِ والزَّايِ، ومن رواه بالغينِ المعجمةِ والياءِ أختِ الواوِ، وهذه الرِّواية لها وجهٌ لا سيَّما مع قوله بعدَ ذلك:«في الأفُقِ من المَشرِقِ أو المَغربِ» وأحسنُ وجوهِها البعيدُ، كما فسَّرناه قبل، وهو أشبَه بصفةِ منازِلِ علِّيِّينَ.
١٧١٦ - (غ ب ط) قوله: «حتَّى يُغبَط أهلُ القُبورِ»[خ¦٩٢/ ٢٢ - ١٠٥٥٢] أي: يُحسَدوا على موتِهم، ويُحمَد ذلك لهم، ويُتمنَّى الموتُ لفسادِ الزَّمانِ، ومنه قوله:«يَغبِطُهُم بذلك» أي: يُحَسِّن لهم فعلَهم، ويَحُضُّهم على مثلِه، يقال: غَبَطتُه أغبِطُه إذا اشتَهيتَ أن يكونَ