للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خمسَة أحرُف أو سِتَّة مَذكُورة، وهو نبات يُصبَغ به الشَّعر يَكسِر بياضَه أو حُمرَتَه إلى الدُّهمةِ، وهو الوَسْمَةُ، وقيل: هو غيرُ الوَسْمَةِ ولكنَّه يُخلَط معها لذلك، وربَّما سوَّد صِبغَه، وقد ذكَرنا الوَسْمَةَ في حَرفِ الواوِ.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في كتابِ التَّوحيدِ في باب: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢]: «حتَّى إذا أرادَ الله أن يُخْرِجَ برَحْمَتِه من أرَاد مِن أَهْلِ الكِتَابِ» كذا للجُرجانيِّ، ولغَيرِه: «مِنْ أهلِ النَّارِ» [خ¦٧٤٣٧]، وهو الصَّحيحُ المَعرُوفُ.

وفي «الموطَّأ»: «أفضَلُ الصَّلاةِ صلاتُكم في بيُوتكم إلَّا الصَّلاة المَكتُوبَة» [خ¦٦١١٣] أكثرُ الرِّواية: «إلَّا صَلاة المَكتُوبة»، على إضافةِ الشَّيءِ إلى نَفسِه، أو بمعنَى صلاة الفَرِيضة المَكتوبةِ وصفاً للمُضمرِ الدَّال عليه الكَلامُ.

في حَديثِ سَلمَةَ: «فأصُكُّ سَهْماً في رَحْلِه حتَّى خَلَصَ إلى كَتِفِه» كذا في أكثرِ الرِّوايات، وفي بَعضِها: «إلى كَعْبِه»، والأوَّلُ أصَحُّ؛ لقوله في الرِّواية الأخرى: «فأَصُكُّه بسَهْمٍ في نُغْضِ كَتِفِه» [خ¦١٤٠٧].

قوله في حَديثِ المِرفقِ: «والله لأَرْمِيَنَّ بها بينَ أكْتَافِكُم» كذا روايةُ الكافَّةِ بالتَّاء، وكذا كان عندَ ابنِ بُكَير ومُطرِّفٍ من رِوايةِ «الموطَّأ»، وكذا رويناه في «الصَّحيحين» [خ¦٢٤٦٣]، ومعناه: اصرُخُ بها بَينكُم، وأرْمِيكُم بتَوْبِيخي بها كما يُرمَى بالشَّيءِ بين الكَتِفَين، وفي كتابِ «الترمذيِّ» أنَّه لمَّا قال الحديثَ: «طَأْطَأَ النَّاسُ رُؤُوسَهُم»، فقال لهم هذا الكَلامَ، وكذا رويناه عن أبي إسحاقَ بنِ جَعفرٍ من طريق يحيى بالتَّاء، ورويناه عن القاضي أبي عبدِ الله عنه: «أكْنَافِكُم» بالنُّون، قال الجَيَّانيُّ: وهي رِوايةُ يحيى، وقال أبو عمرَ: اختَلَف علينا في ذلك الشُّيوخُ، ورجَّح روايةَ التَّاءِ، قال القاضي : هو الذي يقتَضِيه الحديثُ على ما رواه سُفيانُ عن الزُّهريِّ في كتاب التِّرمذيِّ فيه من قوله: «فلمَّا حدَّث به أبو هرَيرةَ طَأْطَؤُوا رُؤُوسَهُم»، فقال حينئذٍ ما قاله.

وفي غَزوةِ الفَتحِ في البُخاريِّ [خ¦٤٢٨٠]: «ثمَّ جاءَت كَتِيبَة هي أقلُّ الكَتائبِ، فيهم رسولُ الله وأصْحابُه» كذا لهم أجمع، وذكر الحُميديُّ هذا في «صحيحه»: «ثمَّ جاءَت كِنانةُ وهي أجلُّ الكَتائبِ»، وعندي أنَّ الأوَّل هو الصَّحيحُ إلَّا في قوْلِه: «أجَلُّ» فهو عندي أحسَن وأصحُّ؛ لقوله في بعضِ الطُّرق: «فيها المهاجِرُون والأنصارُ»، ولا ينطَلِق على الأنصارِ كِنانَةُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>