وقوله:«شَغَلُونا عن الصَّلاةِ الوُسْطَى»[خ¦٢٩٣١] سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها أفضَلُ الصَّلوات وأعظمُها أجراً؛ ولهذا خُصَّت بالمُحافَظةِ بعد إجمالها في عمُومِ الصَّلواتِ، أو لأنَّها وسط بين صَلاتَي نهارٍ وصَلاتَي لَيلٍ على من جعلَها العصرَ أو الصُّبحَ، أو لأنَّها في وسط النَّهار، لمن قال: إنَّها الظُّهرَ، أو لأنَّه وسط ما بين اللَّيل والنَّهار لمن جعلَها الصُّبحَ، أو لأنَّها خمسُ صَلواتٍ، فكلُّ واحدةٍ مِنهُنَّ وُسطَى؛ لأنَّها بين صلَاتَين من كلِّ طرفٍ، وقد بيَّنا المقالاتِ فيها واختِلافَ العُلماءِ في تَعيِينِها وتَعمِيتَها في كتاب «الإكمال»، وجاء في بعضِ الرِّواياتِ:«صَلاة الوُسطَى»[خ¦٤١١] أي: عن صلاة الصَّلاة الوُسطَى، أو على إضَافةِ الشَّيء إلى نَفسِه.
وقوله:«كان يعتَكِفُ العَشرَ الوُسُطَ من رمَضانَ» بضمِّ الواو والسِّين، كذا روَاه القاضي أبو الوَليدِ الباجي في «الموطَّأ» جمع واسط، كنازل ونُزُل، وروَاه غيرُه من شيُوخِنا «وسَط» بفتح السِّين جمع: وسطى، مثل: كبرى وكُبَر، قال الله تعالى: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: ٣٥]، ويصِحُّ بسُكون السِّين جمع وسِيط، مثلُ كبير وكُبْر، ويجوز بفَتحهِما معاً فيكون واحداً؛ لأنَّه بين العَشرَينِ، ويكون جمعاً أيضاً لوسيط، وفي أكثرِ الأحاديثِ:«الأَوسَط»[خ¦٨١٣].
٢٤٢٢ - (و س ل) قوله: «آتِ محمَّداً الفَضِيلةَ والوَسِيلَةَ»[خ¦٦١٤] قيل: القربُ منه والمَنزِلة عندَه، وجاء في الحديثِ:«هي درجةٌ في الجنَّةِ لا ينالُها إلَّا رجلٌ واحدٌ، وأرجُو أن أكونَ أنا هو».
٢٤٢٣ - (و س م) قوله: «بيَدِه مِيسَم وهو يَسِمُ إبلَ الصَّدقةِ»[خ¦١٥٠٢]، و «نهَى عن الوَسْمِ في الوَجْهِ»، و «لعَن الذي وَسَمَه» السِّمةُ بكسر السِّين وتخفيف الميم: العَلامةُ، ووسْمُ الإبلِ أن تُكوَى كيَّة تكون لها عَلامَة، والمِيسَمُ بكسر الميمِ وفتح السِّين: الحديدةُ الَّتي يُفعَل بها ذلك، كلُّه بالسِّين المُهملةِ، والوَشمُ بالشِّينِ المُعجمةِ نحوٌ منه، وسَنذكُره بعدُ، وقد فرَّق بعضُهم بينهما.
ومَوسِمُ الحجِّ سُمِّي بذلك؛ لأنَّه مَعلَم يُجتمَع إليه، والمَوسِمُ مَوضِعُ اجتماعِ النَّاسِ، وقد يقال: لأنَّ له سِمَة وعَلامَة، وهي رُؤيةُ الهلالِ الَّذي يُهتدَى به له.
وقوله:«يختَضِب بالوَسْمةِ» * [خ¦٣٧٤٨] بسُكونِ السِّين، هي شجَر يُختضَب به، قال أبو حَنيفةَ: هو العِظلِمُ والنِّيلَجُ أيضاً والتَّنُّومة، وقيل: هو الخطر أيضاً، وكلُّه يُختضَب به السَّواد، وزعَم البَكريُّ: أنَّها الَّتي نُسمِّيها