وقالَه ابنُ قتيبةَ، واختُلفَ في تفسيرِ ما جاءَ في الآيةِ على هذا.
وقوله:«أُكِلَ على مائدةِ رسولِ الله ﷺ»[خ¦٢٥٧٥] قال: وفي الحديثِ الآخرِ: «إنَّه ما أَكَلَ على خِوانٍ قطُّ»[خ¦٥٣٨٦] فالمرادُ بالمائدةِ هنا السُّفَرُ وأشباهُها، ممَّا يوضَعُ عليه الطَّعامُ ويُصانُ من الأرضِ، لاخوانَ الخشبِ المعدَّ لذلك.
١٢٨٨ - (م ي ر) قوله: «مِيرَتَنا»[خ¦٥١٨٩] أي: طعامَنا، المِيرةُ ما يَمتارُه البدويُّ من ذلك من الحاضِرةِ، ومنه:«مِيري أهلكِ»[خ¦٥١٨٩].
١٢٨٩ - (م ي ط) قوله: «إماطة الأذى عن الطَّريقِ»[خ¦٢٦٣١]، و «أُميطت يدُه»، و «أَميطوا عنه الأذى»[خ¦٥٤٧٢]، و «مِطْ عنَّا أنماطَك» بكسرِ الميم، و «أميطِي عنَّا قِرامَكِ»[خ¦٣٧٤] كلُّه من الإزالةِ، مِطْتُ الشَّيءَ: نحَّيتُه وأزلتُه.
١٢٩٠ - (م ي ل) قوله: «مائلات مُميلات» قيل: زائغاتٍ عن طاعةِ الله، مُميلاتٍ غيرَهنَّ للدُّخولِ في ذلك من مثلِ فعلِهنَّ، وقيل: مائلاتٍ: متَبخْتِراتٍ في مَشيِهنَّ، مُميلاتٍ لأكتافِهنَّ وأعطافِهنَّ، ويحتملُ أن يكونَ مُميلاتٍ على هذا لقلوبِ الرِّجالِ بتبختُرِهنَّ وما يُبدينَ من زينَتِهنَّ، وقيل: يَمتشِطْنَ المِشطةَ المَيلاءَ، وهي مِشطةُ البغايا، ومميلات: يمتشِطْنَها لغيرِهنَّ، وقيل: يجوزُ أن يكونَ اللفظُ بمعنى التَّأكيدِ والمبالغةِ، كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌّ، وقد يكونُ مائلاتٍ للرِّجالِ، ومميلاتٍ لهم إليهِنَّ.
قوله:«تُدنى الشَّمسُ من الخلائقِ كمِقدارِ مِيلٍ»، ثمَّ قال: ما أدري ما يَعني بالميلِ؟ أمسافةَ الأرضِ أو الميلَ الذي تُكحَلُ به العينُ! يريد المِرْوَدَ، وأمَّا الأوَّلُ فهو مقدارٌ من الأرضِ، وذلك عشرُ غِلاءٍ من جريِ الخيلِ، وهي ألفُ باعٍ من أبواعِ الدَّوابِّ، وهي ألفا ذراعٍ وقيل: ثلاثةُ آلافِ ذراعٍ وخمسُ مئةِ ذراعٍ.
وقوله:«دُلوكُ الشَّمسِ: مَيْلُها» يريدُ عن الاستواءِ للزَّوالِ وانحطاطُها لجهةِ المغربِ، وهو بسكونِ الياءِ المصدرُ، وبالفتحِ الاسمُ، وبالسُّكونِ رويناه، وقد قالوه في كلِّ ما ليس بجسمٍ، وبفتحِها في الأجسامِ. قال الله تعالى: ﴿فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ﴾ [النِّساء: ١٢٩] وفي الحديثِ الآخرِ: «والعَشيُّ مَيْلُ الشَّمسِ»[خ¦٣٢٤٦] كذا للأَصِيليِّ، ولغيرِه:«تصفرَّ الشَّمسُ» أي: وقتُ اصفِرارِها.