وهو قوله:«ويُقاتَل مِن ورائِه ويُتَّقَى به»[خ¦٥٦/ ١٠٩ - ٤٦٢٢] فكأنَّه لهم كالدِّرع الذي يَستَتَر به المرءُ من عدوِّه ويَمتنِع منه، والتُّرس والجُنَّةُ: الدِّرعُ.
وفي الزَّكاة:«جُنَّتانِ من حديدٍ» بالنُّون؛ أي: دِرعان، ويُروَى:«جُبَّتانِ»[خ¦٢٩١٧] بالباء، والنُّون هنا أوجهُ.
و «جِنَّان الْبُيوتِ»[خ¦٣٣١٣] هي الحيَّاتُ الصِّغار، واحدُها جانٌّ، وقيل: البِيضُ الرِّقاق، وقيل: الجِنَّان ما لا يتعرَّض للنَّاس، والحيَّات ما يتعرَّض لهم، وقيل: الجِنَّان مسخُ الجنِّ، وقال ابنُ وهب: الجِنَّان عوامِرُ البيوت، يتَمثَّل حيَّةً رقيقةً.
و «المَجَانُّ المُطْرَقةُ»[خ¦٢٩٢٧] بفتحِ الميم والجيم وتشديدِ النُّون قيَّدناه فيها عن كافَّةِ شيوخِنا، جمعُ: مِجَنٍّ، ووزنه مَفاعِل.
وقوله:«تُجِنَّ بَنَانَهُ»[خ¦٥٢٩٩] أي: تستُرها، كلُّها بمعنًى واحدٍ، وبذلك سُمِّي الجِنُّ جِنّاً وجِنَّةً؛ لاستِتارهم عن النَّاس، وجَنَّ عليه اللَّيلُ وجَنَّه وأَجَنَّه إِذا أظلَم وستَرهُ بظُلمتِه.
قوله:«أنْ تَرى ما هاهنا قد مُلِئَ جِنَاناً»، و «الجَنَّة»[خ¦٢٢]، و «الجَنَّاتُ»، الجِنانُ -بالكسر- جمعُ: الجَنَّة، وكذلك «الجَنَّات»، مثلُ: جَرَّة وجِرار وجَرَّات، والعوامُّ يجعَلونه واحداً ويجمَعونه: أجِنَّةً، وهو خطأٌ.
وذِكْر:«الجَنِين»[خ¦٥٧٦٠] قيل: إنَّما يُسمَّى جنيناً ما دام في البطنِ لاستِتاره، فإذا ألقَتْهُ: فإن كان حيّاً فهو ولدٌ، وإن كان ميِّتاً فهو سِقْطٌ، لكن قد جاء في الحديث إطلاقُ الاسم عليه بعدَ خروجِه اعتباراً بحاله قبلُ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في رجم اليهودَيين:«فرأيتُ الرَّجلَ يُجْنِئُ على المرأةِ» كذا بضمِّ الياء وسكون الجيم وآخرُه مهموزٌ في روايةِ الأَصيليِّ عن المروزيِّ، وكذا قيَّده أحمدُ بن سعيدٍ في «الموطَّأ» وغيره، وقيَّده الأَصيليُّ بالحاء للجُرجانيِّ، وبفتحِ الياء وبالحاءِ هو عند الحَمُّوييِّ، وكذا وقَع للمستملي في موضِع، وكذا قيَّدناه أيضاً من طريق الأَصيليِّ في «الموطَّأ» بالحاء مضمومُ الياءِ مهموزاً، وكذا تَقيَّد فيه عن ابنِ الفخَّار لكن بغيرِ همزٍ، وبالجيم والحاءِ مهموزاً، لكن