كِراءُ الأرض للزِّراعة بالزَّرع، وقيل: بجزءٍ ممَّا يخرُج منها، وقيل: بيعُ الزَّرع بالحِنطة كَيلاً كالمُزابنة في الثِّمار، وبذلك فسَّره جابرٌ في حديثِ مسلمٍ، وقيل: بيعُ الزَّرع قبلَ طِيبِه، وقيل: بيعُه في سُنبُله بالبُرِّ.
وذِكْرُ:«الحقْل» وهو الفدَّانُ والمزرَعةُ، وجمعُها: مَحاقِل، وقد جاء جمعُها في الحديث، وقيل:«الحقْلُ» الزَّرعُ ما دامَ أخضَرَ، وقيل: أصلُها أن يأخُذ أحدُهما حَقلاً من الأرض ويَحقِلَ آخَر؛ لأنَّها مُفاعَلةٌ من ذلك، ومنه:«كان أكثرَ النَّاس حَقْلاً»[خ¦٢٧٢٢] أي: فدادِينَ، و «تحقِلُ على أَرْبِعاءَ لها»[خ¦٩٣٨] أي: تزْرَع على جداوِلَ، وقد ذكرنا هذا والخلافَ فيه في الجيم والعين.
٥٣٦ - (ح ق ن) قوله: «ما بينَ حاقِنَتِي وذاقِنَتِي»[خ¦٤٤٣٨] قيل: الحاقنةُ ما سفَل منَ البطنِ، والذَّاقِنةُ ما علا وقيل: الحاقِنةُ ما دونَ التَّرقُوَتَين منَ الصَّدر، وقيل: الحاقِنةُ ما فيه الطَّعامُ، وقيل: الحاقِنتان: الهَبْطتان اللَّتان بين التَّرقُوَتَين وحَبْلَيِ العاتِق، وقال أبو عُبَيد: الحواقِنُ: ما يَحقِنُ الطَّعامَ في بطنِه، والذَّواقِنُ أسفَل من ذلك، وقيل: الذَّاقِنةُ ثُغْرةُ الذَّقنِ، وقيل: طرَفُ الحُلقوم.
وقوله:«فإذا بظَبْيٍ حاقِف» أي: نائمٍ مُنْحنٍ في نومِه، وأصلُه الانعِقافُ والاستِدارةُ، ومنه: حِقْفُ الرَّملِ، وهو ما عَظُمَ منه واستَدار، وقال ابنُ وهب: واقِفٌ في موضِع الغار في الجبَل.
٥٣٨ - (ح ق ق) قوله في الزَّكاة: «حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحْلِ» هي ابنةُ ثلاثِ سنينَ ودخَلت في الرَّابعةِ، قيل: لأنَّها استَحقَّت أن تُركَب ويُحمَل عليها، وقيل: لأنَّ أمَّه استحقَّت الحَمْلَ من العامِ المُقبِل، والذَّكرُ حِقٌّ، وقيل: لأنَّها استَحقَّت أن يضرِبَها الفَحلُ.
وقوله:«حَقُّ المسلمِ على المسلمِ»[خ¦١٢٤٠] أي: الواجبُ له، أو المؤكَّدُ في حقِّه والمندوبُ إليه، و «أَعطُوا الطَّريقَ حقَّه»[خ¦٢٤٦٥] أي: واجبَه، و «ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يُوصِي به»[خ¦٢٧٣٨] أي: منَ الحَزْم والنَّظر، و «يُؤدِّي حَقَّها»[خ¦١٤٦٠]، و «ما حَقُّها»، و «استحقُّوا العُقوبةَ»، و «استَوعَى له حقَّه»[خ¦٢٣٦٢] كلُّه من الوُجوب، والحقُّ يكون بمعنَى: الوُجوب، وبمعنَى: الحَزْم، وبمعنَى: الصِّدق، وبمعنَى: التَّخصيص والتَّرغيب.