للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وترَكك» [خ¦٣٠٨٢]، كلُّه الرُّكوب خَلْف الرَّاكب، وهو الرِّدف والرَّديف، يقال: ردِفته أردَفه إذا ركبت خلَفُه، بكسر الدَّال في الماضي، وفتحها في المستقبل، والرِّدْف: العَجُز، ومنه أُخِذ، وأردَفْتُه أنا أركبتُه خَلفي، وقيل فيه: ردِفتُه أيضاً، وأمَّا روايَةُ الطَّبريِّ فإن صحَّت فاسم فاعل مثل: حَذِر وفَرِق.

وقوله في الحجِّ: «ثمَّ أرْدَفه بفُلانٍ» * [خ¦٣٦٩] أي: وجَّهه خلفه، أردفتُ الرَّجل بغَيرِه إذا بعَثْته بعده، ويقال منه: رَدِفتُه وأرْدَفته، مثل لَحِقته وألْحَقته، بمعنًى واحدٍ في كلِّ هذا، وقال أبو عَبيدٍ: رَدَفت بالفتح، وكلُّ شيءٍ جاء بعدَك فهو رِدفُك، وقد رِدِفته بالكسر إذا تبعتَه، وجئت بعده، والرِّدفُ والرَّديفُ.

٨٣٤ - (ر د ى) قوله: «تردَّى علينا من قَدُوم» أي: تدلَّى من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ، وقد رُوِي في الحَديثِ: «تدَلَّى» [خ¦٢٨٢٧]، ومنه: فأرتدي من حَالقٍ؛ أي: أُلقِي نَفسِي، وهو بمَعناه.

وجاء ذكر: «الرِّداء» [خ¦٣١٤٩] في غَيرِ حَديثٍ وهو ممدُودٌ، وهو ما كان على أعلى الجَسدِ، والإزارُ أسفَله، ومنه في حَديثِ أمِّ زَرْعٍ: «صِفْرُ رِدائها» «ومِلْءُ كِسَائها» [خ¦٥١٨٩] أي: أنَّها مُهفْهفَة الأعْلى، فارِغة ما اشتمل عليه الرِّداء، لرِفعَة رِدفَيها ونَهدَيها فيه، واندماج خصريها عَبْلة الأسافل.

وفي الحَديثِ: «رِداءُ الكِبرِيَاء على وَجْهه في جنَّة عَدْن»، و «العِزُّ إزارُه، والكِبرِياءُ رِداؤُه» استِعارَة ومجازٌ على بَلاغة العَربِ، إنَّها صفاته اللَّازمة كمُلازَمة هذه الثِّياب لابِسها، وقد مضَى الكلامُ عليها في حرْفِ الألِفِ.

فصلُ الاختِلافِ والوَهم

قوله: «في يَومٍ ذي رَدْغٍ» [خ¦٦٦٨] كذا عند العُذريِّ وبعضِ رُوَاة مُسلمٍ بسُكونِ الدَّال المُهمَلة وبغَينٍ مُعجَمة وراءٍ مَفتُوحَةٍ، وكذا عند القابسيِّ وابنِ السَّكن من رُوَاة البُخاريِّ إلَّا أنَّه بفَتحِ الدَّال، وعند الأَصيليِّ والسَّمرقنديِّ: «رزَغٍ» بزاي مفتوحة مَكان الدَّال، وكلُّه بمعنًى صَحيحٍ مُتقارِب، يقال: رَدْغ ورَدَغ ورزْغ ورزَغ، فهو بالدَّال: الطِّينُ الكثيرُ، وبالزَّاي: الماءُ الذي يبلُّ وَجهَ الأرضِ، وفي «العين»: الرَّزَغة بالزَّاي أشَدُّ من الرَّدغة، وجاء في بَعضِ النُّسخِ: «رذغ» بذال مُعجَمة وليس بشَيءٍ، وقال الدَّاوديُّ: اليومُ الرَّزْغُ: المغيمُ الباِرد، وقيل بعَكسِه، وقال أبو عُبيدٍ:

<<  <  ج: ص:  >  >>