تقدَّم، بمعنَى: يا هذه، أو يا شيء، كِنايَة عن كلِّ ما يكنى عنه، قال الخليلُ: إذا أدخَلُوا التَّاء في هَنٍ فتَحُوا النُّون، فقالوا: هَنَة فإذا أدخَلْت التَّاء وأدرَجْتها في الكَلامِ أسكَنْت النُّون، فقُلتَ: هذه هنْةُ جاءَت، فإذا دعَوتَ امرَأة كنَّيت عن اسْمِها، قلت: يا هَنَةُ، فإذا وصَلْتَها بالألف والهاء وقَفْت عندها في النِّداء، فقلت: يا هنْتاهْ، ولا يقال هذا إلَّا في النِّداء، وفي اللُّغة الأُخرَى: يا هَنتُوه، قال أبو حاتم: ويقال للمَرأةِ: يا هَنَت اقبلي استِخفافاً، فإذا ألحقتَ الزَّوائدَ قلت: يا هناه للرَّجلِ، ويا هَنتاه للمَرأةِ، قال أبو زَيدٍ: وتُلغى الهاء في الإدْراجِ فتقُول: يا هَنَا هَلُم.
وقوله:«أسمِعْنا من هَناتِك» على جمعِ هَنَةٍ، وفي رِوايَةٍ:«من هُنَياتِكَ» على التَّصغِيرِ؛ أي: من أخبَارِك وأمُورِك وأراجِيزِك وأشعَارِك، كِنايَة عن ذلك.
وفي الطَّلاقِ الثَّلاثِ:«هات من هَناتِك» أي: من أخبَارِك المَكرُوهةِ وفتاوِيكَ المُنكَرة، يقال: في فُلانٍ هنات؛ أي: أشياء مَكرُوهَة، ولا يقال ذلك في الخيرِ، إنَّما يقال فيما يُكْنَى عنه.
وفي (باب من فرَّق بين الأُمةِ): «إنَّه ستَكُون هنَات وهنَات» أي أمُور تُنكَر.
وقوله «إذا كَبَّر سكَت هُنيَّة» أي شيئاً يسِيراً، و «غير هُنَيَّة»[خ¦١٣٥١] مِثلُه كلُّه بضمِّ الهاء وفتحِ النُّونِ، تصغير هَنَة؛ أي: شيء، وصغَّره لأنَّه قليل وأثرٌ يسِيرٌ، كنَّى عنه بذلك.
وقوله:«ها هُنا»[خ¦٤١٨]«ها» تَنبِيه، و «هنا» اسمٌ للمَكانِ، وكذلك هناك لكن هنا أقرَب، وهناك أبعَد.
وقوله في حَديثِ تَقريرِ الله عِبَاده على نِعَمه في الَّذي يقول آمَنتُ وصلَّيتُ وتصدَّقتُ:«فيَقُول: ها هُنا» قيل: معناه أثبُت مكانَك حتَّى تَعرِفَ بفَضائحِك.
٢٢٩٦ - (هـ ن ي) قوله: «فمَشى هُنَيهَة»، و «سكَت هُنَيهَة»[خ¦٣٦٩٥] في رِوايَة من روَاه، هو ممَّا تقدَّم، تصغِيرُ: هنَة، ثمَّ زِيدَت فيها هاء، وكذلك جاء في حَديثِ خَيبرَ في كتابِ مُسلمٍ:«أسمِعْنا من هُنَيهاتِكَ»[خ¦٦٨٩١].