١٤١٥ - (ن ش ب) وقوله: «فلم أنشَبْ أن سمِعْتُ»[خ¦٣١٤١]، و «لم ينشَبْ ورقةُ أن ماتَ»[خ¦٣]، و «لم ينشَبْ أن طلَّقَها»[خ¦٥٢٦٥] كلُّه: بفتحِ الشِّينِ؛ أي: لم يمكُثْ، ولم يحدِثْ شيئاً حتَّى فعلَ ذلك وكانَ ما ذكرَ، وأصلُه من الحبْسِ؛ أي: لم يمنَعْه مانعٌ، ولا شغَلَه أمرٌ آخرُ عنه. ومثلُه قولُ عائشةَ:«لم أَنْشَبْها حينَ أنحيتُ عليها».
١٤١٦ - (ن ش ج) قوله: «سمِعتُ نشيجَ عمرَ»[خ¦١٠/ ٧٠ - ١١٣٩] بالجيمِ، و «نشَجَ النَّاسُ يبكونَ»[خ¦٣٦٦٨] هو صوتٌ معه ترجيعٌ، كما يردِّدُ الصَّبيُّ بكاءَه في صدرِه، وهو بكاءٌ فيه تحزُّنٌ لمن سمِعَه.
١٤١٧ - (ن ش د) قوله: «وإنشادُ الضَّالَّةِ»، و «ينشُدُ ضالَّةً» هو تعريفُها، يقال: أنشدْتُها؛ إذا عرَّفتَها، فإذا طلبتَها قلتَ: نشدتُها أنشُدُها بضمِّ الشِّينِ في المستقبلِ، هذا قولُ أكثرِهم، وأصلُه: رفعُ الصَّوتِ، وإنشادُ الشِّعرِ منه؛ أي: رفعُ صوتِه به، ومنه قولُ عمرَ:«أو يُنشِدُ شعراً».
وقوله في لُقَطةِ مكَّةَ:«لا تَحِلُّ … إلَّا لمنشِدٍ»[خ¦٢٤٣٣] قيل: لمعرِّفٍ؛ أي: لا يحِلُّ له منها إلَّا إنشادُها، وإن أكملَتِ السَّنَةَ عندَه بخلافِ غيرِها، وقيل: المنشِدُ هنا الطَّالبُ.
وحكى الحَربيُّ هنا اختلافَ أهلِ اللُّغةِ في النَّاشدِ والمنشِدِ، ومَنْ قال: إنَّه بعكسِ ما قدَّمناه، من أنَّ الناشِدَ المعرِّفُ والمنشِدَ الطَّالبُ، واختلافُهم في تفسيرِ هذا الحديثِ بالوجهَين على هذا، وحجَّةُ كلِّ فريقٍ في ذلك من الحديثِ، وشِعْرِ العربِ.
وقوله:«نشدْتُكَ اللهَ»[خ¦٦١٥٢]، و «ناشدتُه»، و «أنشُدُكَ عهدَك»[خ¦٢٩١٥]، و «أنشُدُكَ الله»[خ¦٦٣]، و «إنَّ نساءَكَ ينشُدْنَك اللهَ»[خ¦٢٥٨١] بضمِّ الشِّينِ أيضاً في المستقبلِ، معناه: سألتُكَ بالله، وقيل: ذكَّرتُكَ بالله، وقيل: هو ممَّا تقدَّمَ؛ أي: سألتُ الله برفْعِ صوتي وإنشادي لك بذلك، والنَّشيدُ: الصَّوتُ، وقوله:«كذلك مناشدَتُكَ ربَّكَ» منه؛ أي: دعاؤك إيَّاه، وتضرُّعُكَ إليه، وقد ذكرناه في الكافِ.
١٤١٨ - (ن ش ر) قوله: «وتنشَّرت» و «هلَّا تنشَّرتَ»[خ¦٦٠٦٣] النُّشرة: بضمِّ النُّون؛ نوعٌ من التَّطبُّبِ بالاغتسالِ على هيئةٍ مخصوصةٍ بالتَّجربةِ، لا يحتملُها القياسُ الظَّنِّيُّ، وقد اختلفَ العلماءُ في جوازِها، وقد بيَّنا ذلك في «الإكمال».