وقولُه:«ارتددْتَ على عَقِبَك وتعرَّبْت؟»[خ¦٧٠٨٧] أي: لَزِمْتَ الباديةَ وتركْتَ الهجرةَ وصرْتَ من الأَعرابِ.
وقوله:«التَّعرُّبُ في الفِتنةِ»[خ¦٩٢/ ١٤ - ١٠٥٢١] أي: التَّبدِّي وسُكنَى البَاديةِ، وكان التَّعرُّب على المهاجرِ حراماً، لخروجِهم عن المدينةِ إلَّا بإذن النَّبيِّ ﷺ.
وقوله:«تَكُونُون كأَعرابِ المُسلِمين» أي: كبَوادِيهم الذين لم يهاجِروا، ومنه:«إمَامَة … الأعرَابيِّ»[خ¦١٠/ ٥٤ - ١١٠١] أي: البدويِّ؛ وكلُّ بدويٍّ أعرابيٌّ وإن لم يكُن من العربِ، فإن كان يتكلَّمُ بالعربيَّةِ وهو من العجم قلتَ فيه: عَرَبانيٌّ، والأعجَمِي والعَجَمِي منسوبٌ إلى العَجَم، والأعجميُّ: الذي لا يفصحُ، وإن كانَ من العربِ.
١٦٠٣ - (ع ر ج) قوله: «فعَرَج بي إلى السَّماءِ»[خ¦٣٤٩] بفتحِ الرَّاء والعينِ، ويروى بضمِّ العينِ وكسرِ الرَّاءِ؛ معناه: ارتقَى، والمعارجُ: الدَّرَجُ، والمعراجُ قيل فيه: سُلَّمٌ تعرُجُ فيه الأرواحُ، وجاء في الحديثِ إنَّه:«أحسنُ شيءٍ لا يَتمالكُ الرُّوح إذا رآه أن يَخرج»، وإنَّه:«إليه يَشخصُ بَصرُ الميت من حُسنِه»، وقيل: هو الذي تصعدُ فيه الأعمالُ، وقيل في قوله تعالى: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾ [المعارج: ٣] معارجُ الملائكةِ، وقيل: ذي الفواضِلِ العاليةِ.
وقوله:«فأَخَذَ عُرْجُونَاً»، و «في يدِه عُرْجُون» هو عُودُ الكِباسَة الذي تتفرَّقُ منه الشَّماريخُ إذا يَبِسَ واعوجَّ، قاله الأصمعيُّ.
١٦٠٤ - (ع ر ر) قوله: «إذا تَعارَّ من اللَّيل»[خ¦١١٥٤] مشدَّدُ الرَّاءِ، قيل: استيقظَ، وقيل: تكلَّم، وقيل: تمطَّى وأنَّ، وقيل: انتبَه، وفي «البارع» التَّعَارُّ: هو السَّهرُ والتقلُّب في الفِراشِ، قال الحربيُّ: ولا يكون إلَّا ومعه كلامٌ أو دعاءٌ، قال غيرُه: أو صوتٌ، يقال: تعارَّ في نومِه يَتَعارُّ تعارَّاً، وجعلَه بعضُهم من عِرارِ الظَّليمِ؛ لأنَّه يشبِه صوتَ القائِم من النَّومِ، وقال بعضُهم: معناه تمطَّى بصوتٍ، وهو أبْيَنُ وأشبَه بالمعنى والتَّفسيرِ والعادةِ.
وذكر:«المعترَّ»[خ¦٢٥/ ١٠٣ - ٢٦٥٢] قيل: هو الذي يتعرَّضُ ولا يسألُ يقال: اعترَّه وعرَّه واعتَرَاه يعتَرُّه ويَعتَرِيه ويَعرُّه، ومنه في حديثِ الكانِزِين:«مَالَكَ ولإخوانك من قريشٍ لا تَعتَرِيهِم وتُصيبُ منهم» أي: تقصِدَهم وتتعرَّض لمعروفِهم، والمعترُّ أيضاً: الطَّالبُ والسَّائلُ، يقال: عَرَرْتُه أعُرُّه؛ إذا طلبتَ