٤١٥ - (ج و و) وقوله: «اجْتوَوا المدينةَ»[خ¦١٥٠١] أي: استَوْبَلوها واستَوْخَمُوها، وكذا جاء في الحديث مفسَّراً في مسلمٍ، وهو صحيح، ومعناه كرِهوها؛ لمرضٍ لحِقهم بها ونحوِه، وفرَّق بعضُهم بين الاجتِواء والاستِيبال فقال: الاجتِواءُ كراهةُ الموضِع وإن وافقَ، والاستِيبالُ كراهتُه إذا لم يوافِق وإن أحبَّها، ونحوُه في «مصنَّف أبي عُبيد».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«خَيمةً من لُؤْلُؤةٍ واحدةٍ مُجوَّبةٍ» كذا للسَّمرقنديِّ في حديثِ سعيدِ بن منصورٍ: بالباء بواحدةٍ، وروايةُ الكافَّة:«مُجَوَّفةٍ»[خ¦٤٨٧٩] بالفاء كما في حديثِ غيرِه لجميعِهم، والمعنَى متقاربٌ، ومعنَى روايةِ الباء منقُوبةٌ مفرَّغٌ داخلُها، وهو معنَى «مُجَوَّفة»، قال الله تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ [الفجر: ٩] أي: نقَّبوه وخرَّقُوه.
قوله في «الموطَّأ» في القَطاعة: «ولو قاطَعه أحدُهما بإذنِ صاحبِه، ثمَّ جازَ ذلك» كذا لعبيدِ الله بالجيم، ولغيرِه:«حاز» بالحاءِ، وهو الصَّوابُ بدليلِ قوله:«ولم يكُن له أن يردَّ ما قاطَعه عليه»، ومعنى حازَه: قبَضه، وذهَب بعضُهم إلى أنَّ الصَّواب:«جاز» بالجيم، ومعناه عندَه: تمَّت المقاطَعة بينهما، لا بمعنَى مضَت وفاتَ حكمُها، والأوَّلُ أظهَر.
وقوله في الأدبِ:«ما يَجوزُ من الظَّنِّ»[خ¦٧٨/ ٥٩ - ٩٠٤٦] كذا للأَصيليِّ وغيرِه، وعند القابسيِّ:«ما يُكرَه» وهو وهمٌ، والصَّواب الأوَّل، وهو المطابِق لما في الباب.
قوله في التَّفسير:«ويُقرَأ: ﴿سَلَاسِلَاْ وَأَغْلَالاً﴾ [الإنسان: ٤] ولم يجِزْه بعضُهم» كذا لهم بالزَّاي، وعند الأَصيليِّ:«يُجْرِه»[خ¦٦٥/ ٧٦ - ٧٢٧١] بالرَّاء؛ أي: لم يصرِفْه، وكلاهما صحيحُ المعنى.
وفي (باب إذا نفرَ النَّاسُ عن الإمامِ في الجمُعةِ فصَلاةُ الإمامِ ومَن بقِي جائزةٌ)[خ¦١١/ ٣٨ - ١٤٨٣] كذا للقابسيِّ، وللأَصيليِّ:«تامَّةٌ»، وكلاهما بمعنًى ولابنِ السَّكن:«جماعةٌ»، وهي صحيحةٌ أيضاً، أي: حُكْمُ صلاةِ الجماعة في الجوازِ والتَّمامِ.
في (باب متَى يُقضَى رمضانُ): «قال إبراهيمُ: إذا فَرَّطَ حتَّى جاز رمضانُ آخرُ» كذا للقابسيِّ وعُبْدوس وابن السَّكن، وصوابُه ما للباقِين:«حتَّى جاءَ»[خ¦٣٠/ ٤٠ - ٣٠٥٢].
في حديثِ الصِّراط:«فمنهم المخَرْدَلُ»[خ¦٦٥٧٣]، وعند العُذريِّ والفارسيِّ:«المجازَى» مكانَه في حديثِ زهيرِ بنِ حرب، وفي كتاب الأَصيليِّ في باب ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢]: «ومنهم المخَرْدَلُ أو المُجازُ»[خ¦٧٤٣٧] كذا على الشكِّ بغير ياءٍ، كأنَّه من الإجازة، وتقدَّم الحرفُ في الجيم واللَّام.