وفي حديث قتْلِ أبي جهلٍ:«يَجولُ في النَّاسِ» كذا رواه البخاريُّ [خ¦٣١٤١]، ورواه مسلمٌ:«يَزولُ» وهو بمعنَى «يَجولُ» أي: يذهَبُ ويَجيءُ ولا يستقِرُّ على حالٍ، هذه روايةُ عامَّةِ شيوخِنا، وبعضُهم رواه:«يرْفُل»، ومعناه: يَجُرُّ ذيلَه، والأوَّلُ أظهَر؛ لموافقةِ الرِّوايةِ الأُخرَى، وقد يكون «يرْفُل»: يَجُرُّ دِرعَه.
وقوله:«أَتتْهمُ الشَّياطينُ فاجْتَالتْهُم عن دِينِهم» كذا روايتُنا فيه بالجيم عن أكثرِ شيوخِنا في مسلمٍ؛ الأسديِّ والخُشَنِيِّ وغيرِهما، وقد فسَّرناه وضبَطناه عن الصَّدفيِّ بالخاءِ المعجمةِ، ومعناه: خدَعوهم، والخَتْلُ: الخديعةُ، وقد يكون معناه: حبَسوهم وصدُّوهم ولازَموهم، قال الفرَّاء: الخاتِلُ الرَّاعي للشَّيءِ الحافظُ له، والرِّواية الأولى أعرَفُ في الحديث.
وقوله في حديثِ أبي جَندلٍ:«أَجِزْه لي»[خ¦٢٧٣١]، وقوله:«ما أنا بمُجِيزِهِ»، وقوله:«قد أجَزنا» كلُّه بالزَّاي في جمِيعها للأَصيليِّ والقابسيِّ وأبي ذرٍّ، ولغيرِهم بالرَّاء، وكلاهما بمعنًى؛ بالرَّاء من الجِوار وهو أظهر هنا، وبالزَّاي مثلُه، يُقال: أجِرني وأجِزني، وأصلُه مِن إجازةِ الطَّريق وخفارتِه، وفي حديثِ أبي بكرٍ مع ابنِ الدَّغِنَة:«إنَّا كنَّا أَجرْنا أبا بكرٍ»[خ¦٢٢٩٧] كذا لجمهورِهم بالرَّاء، وعند القابسيِّ بالزَّايِ، صحيحٌ، يُقالان على ما تقدَّم.
وفي (بابِ من قامَ أوَّلَ اللَّيل): «فإنْ كانت له حاجةٌ اغتَسلَ»[خ¦١١٤٦] كذا الرِّوايةُ، قالوا: وصوابُه: «جنابةٌ».
في حديثِ معاذٍ:«فتَجَوَّزَ كلُّ واحدٍ منهم فصلَّى صلاةً خفيفةً» * [خ¦٦١٠٦] كذا للقابسيِّ بجيمٍ مفتوحةٍ، ولغيرِه:«فتَحَوَّز» بالحاءِ المهملة.
وقوله:«خَميصَةٌ جَوْنيَّة» بفتحِ الجيم، كأنَّها منسوبةٌ إلى بني الجَوْن، قبيلٌ من الأزْد إليه يُنسَب الجَوْنيُّون، كذا لابنِ الحذَّاء منسوبةٌ إلى بني الجَوْن، أو إلى لونِها من السَّوادِ أو البياضِ أو الحُمْرةِ، والعربُ تُسمِّي كلَّ لونٍ من هذه جَوْناً، ولرواةِ البخاريِّ:«حُرَيْثِيَّة»[خ¦٥٨٢٤] بضمِّ الحاءِ المهملة بعدَها راءٌ، قيل: هي منسوبةٌ إلى حُريثٍ رجلٍ من قُضاعةَ آخرُه ثاءٌ مثلَّثةٌ، قال بعضُهم: وهذا هو الصَّواب، وكذا رواه بعضُ رواة مسلمٍ أيضاً، وعند ابنِ السَّكن عن البخاريِّ:«خَيْبرِيَّة» منسوبةٌ إلى خيبرَ، وفي روايةِ العُذريِّ:«حَوْتَنِيَّة» بفتحِ الحاء المهملة وواوٍ ساكنةٍ بعدَها ثمَّ تاءٌ باثنتين فوقَها مفتوحةٌ ثمَّ بعدَها نونٌ مكسورةٌ ثمَّ ياءٌ مشدَّدةٌ، قيل: معناها: المكفوفةُ الهُدْب، وعند الفارسيِّ:«حُوَيْتِيَّة» بحاءٍ مهملةٍ مضمومةٍ