أي: خالفَت معهودَ حملِها، يُقال: خاس عهدُه إذا خانَه، أو تغيَّرت عن عادتها، يُقال: خاسَ الشَّيءُ إذا تغيَّر، وكان أبو مروان بنُ سراجٍ فيما أخبَرنا به غيرُ واحدٍ يصوِّب روايةَ القابسيِّ والكافَّة، إلَّا أنَّه يُصلِح شكلَها ويقول: صوابه: «فجلسَتُ» أي: عن القضاء «فخلا» يعني السَّلفُ عاماً، لكنَّ ذِكرَه للأرض أوَّلَ الحديث يدلُّ أنَّ الخبرَ عنها لا عن نفسِه، والله أعلم.
وفي الحوض:«فيُجْلَونَ عنه» بالجيم ساكنة، كذا في حديث أحمدَ بنِ شَبِيبٍ لكافَّتهم، وعند الحَمُّوييِّ:«فيُحَلَّون» بالحاءِ المهملةِ هنا، وأتقَنه في كتاب عُبدُوس:«فيُحَلَّؤُون»[خ¦٦٥٨٦] بالحاءِ المهملةِ وشدِّ اللَّام وهمزِ الواو المضمومةِ، ثمَّ ذكر من رواية أحمدَ بن صالحٍ:«يُحَلَّؤُون»[خ¦٦٥٨٦] على الصَّواب، ولبعضِهم:«فيُجْلَون» بالجيم أيضاً هنا، ثمَّ قال شعيبٌ:«فيُجْلَون»[خ¦٦٥٨٦] بالجيم كذا هنا، وعند عُقيل:«فيُحَلَّؤون»[خ¦٦٥٨٦] يعني بالحاءِ ساكنة مهملة مهموزٌ، كذا قيَّده الأَصيليُّ وغيرُه، وصوابُه:«فيُحَلَّؤون» بالحاءِ المهملةِ وتشديدِ اللَّام وسكونِ الواو أو همزِها، وكذا هنا عند أبي الهيثم متقَناً مقيَّداً؛ أي: يُصَدُّون عنه، ويُمنَعون منه، وهو الوجْهُ، يُقال: حلَّأْتُه عن الماء وحلَّيتُه إذا طردتَه عنه، وأصلُه الهمزُ.
في حديث الصِّراط:«ومنهم المخَرْدَل أو المجَازَى، ثمَّ يتَجَلَّى حتَّى إذا فرَغَ من القَضاء»[خ¦٧٤٣٧] كذا جاء في البخاريِّ في باب: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢]، وصوابُ الكلام ما جاء في غيرِ هذا الموضِع:«ثمَّ يَنْجُو»[خ¦٦٥٧٣] أي: أنَّ منهم بعدَ أن تأخُذُه الكلالِيبُ على الصِّراط مَن ينجُو كما قال: «فمَخَدُوشٌ فنَاجٍ»، وفي الحديث الآخَر في كتاب مسلم:«ومنهم المخَرْدَل حتَّى يُنَجَّى».
وفي الجنائزِ:«فأخذَ أبو هريرةَ بيدِ مروانَ فجلَسْنا قبلَ أن تُوضعَ، فجاءَ أبو سعيدٍ فأخَذ بيدِ مروانَ فقال: قُم» كذا في سائرِ النُّسخ، وصوابُه ما للنَّسفيِّ والقابسيِّ:«فجَلَسا»[خ¦١٣٠٩] وعليه يدلُّ الكلام بعدَه.
وقوله:«فاطَّلعتُ في الجُلْجُل»[خ¦٥٨٩٦] كذا لكافَّتِهم، وعند ابنِ السَّكن:«في المِخْضَب»، والجُلْجُل هنا أشبَهُ.
[الجيم مع الميم]
٣٦٨ - (ج م ح)«فجَمَحَ موسى في إِثْرِه» أي: أسرَع، يُقال: فرسٌ جَموحٌ؛ أي: سريعٌ، وهو مدحٌ، وفرسٌ جَموحٌ إذا كان يَركَبُ رأسَه في جَريِه لا يردُّه اللِّجام، وهذا ذمٌّ، ودابَّة جَموحٌ أيضاً: التي تَمِيل في أحدِ شِقَّيها.
٣٦٩ - (ج م د) وقوله: «ويصلِّي على الجَمْد»[خ¦٨/ ١٨ - ٦٢٨] كذا ضبَطوه بسكون الميم، وضَبْطُه في كتاب الأَصيليِّ وأبي ذرٍّ بفتح الميم، والصَّوابُ الأوَّلُ، و «الجَمْد» بفتحِ الجيم وسكونِ الميم: الماءُ الجامدُ، وبفتحِها وضمِّها معاً