كثُر مرضُها، والوَبأُ: المَرضُ، ويقال: وَبِئَت الأرض بكَسرِ الباء تِيبَأُ بكَسرِ التَّاء، وأَوْبَأَت أيضاً فهي مُوبِئة ووَبِئة مَقصُور مثل هَرِمَة.
٢٣٢٢ - (و ب ر) قوله: «وَاعجَباً لِوَبْرٍ تَدَلَّى علينا»[خ¦٢٨٢٧] بفَتحِ الواوِ، وأكثرُ الرِّواياتِ فيه بسُكونِ الباء، وهي دُويبَة غَبرَاءُ-وقيل: بيضاء- على قدر السِّنَّورِ، حسَنَة العَينَين من دوابِّ الجبالِ، قالَه احتِقاراً له، وضبَطَه بعضُهم «وبَر» بفَتحِ الباء، وتأوَّله من الوبَرِ جمعُ وبَرَة؛ وهو صوفُ الإبلِ، تحقيراً له كشَأنِ الوبَرةِ الَّتي لا خطر لها، وتأوَّل:«قَدُوم ضَأن» على ضَأن قادِمَة، وهذا تكلُّف بعِيدٌ، والأول أشهَر وأوجَه.
وقوله:«وتنَاوَل … وَبَرَةً» هذا بفتح الباء من وبَرِ الإبل، وكذلك قوله:«الفَخْرُ والخُيَلاءُ في أهلِ … الوَبرِ»[خ¦٣٣٠١] يريد أصحابَ الإبلِ، قيل: يريدُ ربِيعَةَ ومُضرَ.
٢٣٢٣ - (و ب ل) قوله: «مَطرٌ وابِلٌ»[خ¦٢٤/ ٦ - ٢٢١٧] هو المطرُ العظيمُ القطر، جمع وَبْل، مثل سافِرٌ وسَفْر، وراكبٌ ورَكْب، يقال منه، وبَلَتِ السَّماءُ وأوبَلَت، وأمَّا الوَبالُ فالمَكرُوه وسوءُ العُقبَى.
٢٣٢٤ - (و ب ص) قوله: «وَبِيص خَاتَمِه»[خ¦٥٧٢]، و «وَبِيص الطِّيبِ في مَفْرقِه»[خ¦١٥٣٨] و «وَبِيص ساقَيه»[خ¦٣٥٦٦] أي: بريقُهما وبياضُهما، يقال: وبَص الشَّيء وبِيصاً، وبصَّ بصِيصاً إذا برَق.
٢٣٢٥ - (و ب ق) قوله: «المُوبِقات»[خ¦٢٧٦٦] أي: المُهلِكات، و «مُوبِقُها» أي: مُهلِكُها، و «منهم من يُوبَقُ بعَملِه»[خ¦٨٠٦]، و «المُوبَقُ بعَملِه»[خ¦٦٥٧٣]، وبذُنوبِه؛ أي: المعاقَبُ المَحبوسُ بها، قال الله تعالى: ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا﴾ [الشورى: ٣٤] أي: يحبِسَهم، ويكون «المُوبَق»: المُعاقَب المُهلكُ، يقال منه: وَبَق يَبِق إذا هلَك، وقد ذكَرْنا في حَرفِ الباء الاختلافَ في هذا الحرفِ.
٢٣٢٦ - (و ب ش) قوله: «إنَّ قريشاً وَبَّشَتْ لحَربِ رَسولِ الله ﷺ أَوْبَاشاً» بشَدِّ الباءِ؛ أي: جمعَت جمُوعاً من قبائلَ شتَّى؛ وهم الأوْشابُ والأشْوابُ أيضاً، ومنه:«هل تَرَونَ أَوبَاشَ قُريشٍ؟» قال ابنُ دُريدٍ: هم الأخلاطُ من النَّاسِ السَّفلةُ، وقد غلَّطوا ابنَ مكيٍّ في قَولِه: إنَّه يقَع على الجَماعاتِ من قبائلَ شتَّى وإن كان فيهم رُؤساءٌ وأفاضلُ، وقالوا: إنَّما يُستَعمَل في مَوضِع الذَّمِّ والاحتقارِ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قوله في (بابِ التَّوبةِ): «نزَل مَنْزِلاً وبه مَهْلَكةٌ» كذا لجميعهم في البُخاريِّ هنا [خ¦٦٣٠٨]، وصَوابُه ما في مُسلمٍ:«مَنزِلاً دَوِّيَّة مَهْلَكة»، والأوَّلُ تصحِيفٌ، وقد ذكَرْناه في حَرفِ الدَّالِ.