١٩٠٦ - (ق د ر) قولُه: «لئن قَدَرَ الله عليَّ لَيُعذِّبَنِّي»[خ¦٣٤٨١] روايتُنا فيه عن الجمهورِ بالتَّخفيفِ، وهو المشهورُ، ورواه بعضُهم:«قَدَّر» بالتَّشديدِ، اختُلف في تأويل هذا الحديثِ فقيل: هذا رجلٌ مؤمنٌ لكنَّه جهِل صفةً من صفاتِ ربِّه، وقد اختَلف المتكلِّمون في جاهلِ صفةٍ، هل هو كافرٌ أم لا؟ وقيل:«قَدَر» هنا بمعنى: قَدَّر، يُقال: قَدَّر وقَدَر بمعنىً، وقيل: هو بمعنى: ضيَّقَ، من قوله: ﴿وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ﴾ [الطلاق: ٧]، وهذانِ التَّأويلان قِيلا في قولِه عن يُونُسَ: ﴿فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ [الأنبياء: ٨٧] ولا يلِيق في حقِّ يونُس التَّأويلُ الأوَّل، ولا يصحُّ أن يجهَل نبيٌّ من أنبياءِ الله صفةً من صفاتِ الله، وقيل: قال: «لَئن قَدَر الله عليَّ» في حالةٍ لم يَضبِط قولَه فيها؛ لما لحِقَه من الخوفِ وغَمَرَه من دهشِ الخَشية، وقيل: هذا من مجازِ كلام العَربِ المسمَّى بتجاهلِ العارِف، وبمزجِ الشَّكِّ باليقينِ، كقوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى﴾ [سبأ: ٢٤].
و ............... ...... آأنتِ أَمْ أُمُّ سالِم؟
وقوله في الهلالِ:«فإن غُمَّ عليكم فاقْدروا له»[خ¦١٩٠٦] موصولةُ الألف، روَيناه: بضمِّ الدَّال وكسرِها، معناه: قَدِّروا له عددَ ثلاثينَ يوماً حتَّى تُكمِلُوها، كما فسَّره في الرِّوايةِ الأُخرى:«فأكْملُوا العِدَّةَ ثلاثينَ»[خ¦١٩٠٧] هذا قولُ جمهورِ أهل العِلم، وذهَب ابنُ سُريجٍ من الشَّافعِيَّة أنَّ هذا خطابٌ لمن خُصَّ بهذا العِلم من حسابِ القَمر والنُّجوم؛ أي: يعتمد على حسابِها، وإكمالُ العِدَّة خطابٌ لعامةِ النَّاس الذين لا يعرفونَه، ولم يُوافِقْه النَّاسُ على هذا.