للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشِّين مع الهَاء

٢٢٣٢ - (ش هـ ب) قوله: «وأُرسِلَتْ عَليهِم الشُّهُبُ» [خ¦٧٧٣]، و «جاءني بِشهَابٍ مِن نَارٍ» الشِّهابُ: الكَوكبُ الَّذي يُرمَى به، وجمعُه شُهُب، وشِهابُ النَّار كلُّ عودٍ أُشعِلت في طرَفِه النَّارُ، وهو القبسُ والجذوَةُ، وقوله تعالى: ﴿بِشِهَابِ قَبَسٍ﴾ [النمل: ٧] من باب إضَافةِ الشَّيءِ إلى نَفسِه في قِراءَة من لم يُنوِّن.

٢٢٣٣ - (ش هـ د) قوله: «كُنتُ لهُ شَهيداً أَو شَفِيعاً يَومَ القِيَامَةِ» كذا جاء في هذه الكتُب، قيل: هو على الشَّكِّ، ويبعُد عندي؛ لأنَّ هذا الحديثَ روَاه نحو العَشرةِ من أصحابِ النَّبيِّ بهذا اللَّفظِ، ويبعُد تطابقهم فيه على الشَّكِّ، والأشبَه أنَّه صحيحٌ، وأنَّ «أو» للتَّقسيمِ، فيكون شهيداً لبَعضِهم، شَفيعاً للآخَرِين، إما شَهِيداً لمن مات في حيَاتِه كما قال: «أمَّا أَنا فشَهِيدٌ عَلَى هؤُلاءِ» [خ¦١٣٤٣] شَفِيعاً لمن مات بعدَه، أو شهيداً على المُطيعِين، شفيعاً للعاصِين، وشَهادتُه لهم بأنَّهم ماتوا على الإسلامِ، ووفوا بما عاهَدُوا الله عليه، أو تكون «أو» بمعنى: «الواو» فيختَص أهل المَدينةِ بمجمُوعِ الشَّهادةِ والشَّفاعةِ، وغيرُها بمُجرَّد الشَّفاعةِ، والله أعلَم، وقد رُوِي حديثٌ فيه: «له شَهِيداً وشَفِيعاً».

وقوله: «اللَّعَّانُونَ لا يكُونُونَ شُفَعَاءَ، ولا شُهَدَاءَ يومَ القيامةِ» يحتَمِل أن يريد لا يشهَدُون فيمن يشهَد مع النَّبيِّ يوم القيامةِ على الأممِ الخالِيَة ولا يشفَعون مُعاقبَة لهم بلَعنِهم، وقد قيل هذا في معنى الشَّهيدِ المَقتُولِ، أو تكون شهادَتُهم هنا أن يروا ويشاهِدُوا ما لهم من الخيرِ والمَنازلِ حين مَوتِهم، وقيل هذا أيضاً في معنى تَسمِيةِ الشَّهيدِ، وقيل: سُمِّي الشَّهيدُ شَهِيداً؛ لأنَّ الله وملائكته شهدُوا له بالجنَّة، وقيل: لأنَّه شاهَد ما له وأُحيِيَ، كما قال الله تعالى: ﴿أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩].

وقوله: «الشُّهَداءُ سَبعةٌ المبْطُونُ شَهيدٌ» * [خ¦٥٧٣٣] قيل: سُمِّي الشَّهيدُ وهؤلاء شُهدَاء وغيرُهم ممَّن سُمِّي بذلك؛ لأنَّهم أحياء، قال ابنُ شُميلٍ: الشَّهيدُ الحيُّ، كأنَّه تأوَّل قوله: ﴿أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ﴾ أي: أحضرت أرواحهم دار السَّلام من حين مَوتِهم، وغيرُهم لا يحضرُها إلَّا يوم دخُولِها، كما جاء في أرواحِ الشُّهداءِ أَنَّها في حَواصِل طَيرٍ تَسرَحُ في الجنَّة، وتَأوِي إلى قَنَادِيل تَحتَ العَرشِ.

وقيل في معناه ما تقدَّم، فيكون شهيد هنا بمعنى: شاهد، وقيل: سُمِّي بذلك لأنَّه شُهِد له بالإيمانِ، وحُسنِ الخاتمةِ، لظاهرِ حَالِه، فيكون

<<  <  ج: ص:  >  >>