عظُم أمرُها واحتدَّ، شبَّهها باشتِعَال النَّار وهو التهابُها، ويُستَعمل أيضاً في الحربِ.
وقوله: «يتبعنِي بِشُعْلَةٍ مِن نارٍ» و «انطفَت شُعلَة» كِلاهُما بضمِّ الشِّين، الشُّعلة: ما اتخذَت فيه النَّار، والتُهِبت فيه من شَيءٍ، وأشعَلْتُها: ألهَبْتُها.
٢٢١٦ - (ش ع ن) قوله: «فجَاء رَجلٌ مُشْعَانُّ الرَّأسِ» * [خ¦٢٢١٦] بضمِّ الميم وسُكونِ الشِّين وتَشديدِ النُّون؛ أي: مُنتفِشُه، قال الأصمعيُّ: رجل مُشعَان، وشَعرٌ مُشعَان ثائرٌ مُتفرِّق، وهو المُنتفِشُ، هذا المَعروفُ، وقال المُستَمليْ: هو الطَّويلُ جدّاً، البعيدُ العَهدِ بالدَّهنِ الشَّعث.
٢٢١٧ - (ش ع ف) قول البُخاريِّ في التَّفسير: «وأمَّا شَعفَهَا فمنَ المشْعوفِ» [خ¦٦٥/ ١٢ - ٦٨٠٥] لم تزلِ العربُ تقُول: فلان مَشعُوف بفُلانةَ؛ أي: برَّح به حبُّها، ومنه قوله تعالى: ﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠]، وسيأتي بعدُ في الشِّين والغَينِ بتَمامِه.
وقوله: «يَتبَعُ بِها شَعَفَ الجِبَالِ» [خ¦١٩] أي: رؤُوسُها وأطرافُها، وقد مرِّ في السِّين [السين مع العين].
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في الحجِّ فيمَن طاف حلَّ: «ما هَذِه الفُتيا الَّتي تَشغَّفت أو تَشغَّبت» بالفاء والباء، ورُوِي بالعَينِ المُهملةِ في الآخر أيضاً؛ أي: تفرَّقت واختلَفت واختلَطَت، وقد ذكَرْناها وجملة الاختلاف في لَفظِها ومَعنَاها في حَرفِ الفاء.
وكذلك الخلاف في قوله: «يَتبعُ بها شَعَفَ الجِبَالِ» [السين مع العين]، وقد فسَّرنَاها.
وقوله: «لَوْ سَلَكَتِ الأنصار وادياً أو شِعباً لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأنصارِ أو شِعْبَهُم» [خ¦٣٧٧٨]، وفي رِوايَة مَنصُورٍ: «وَادِياً وشِعْباً» كذا للعُذريِّ، ولغَيرِه: «وشعبَة»، والصَّوابُ رِوايَة العُذريِّ، «أو» الأولى أوجَه بدليلِ آخرِ الحَديثِ.
وقوله: «كُلِّفَ أن يعقدَ بينَ شَعيرَتَينِ مِن نارٍ» * [خ¦٧٠٤٢] كذا لهم، وللنَّسفيِّ وابنِ السَّكنِ: «شَعرَتَينِ»، وهو وهمٌ، والمَعروفُ المَحفوظُ المَذكُور في الأحاديثِ: «شعيرتَين».
وقوله: «فَقَالُوا حَبةٌ في شَعرَةٍ» [خ¦٣٤٠٣] كذا في كتابِ الأنبياءِ.
الشِّين مع الغَين
٢٢١٨ - (ش غ ر) قوله: «نَهى عَن نِكَاحِ الشِّغَارِ» [خ¦٥١١٢] بكسر الشِّين، فسَّره في الحَديثِ، قيل: أصلُه من النِّكاح سُمِّي به،