للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفتحِ التَّاءِ مخفَّفةً وسكونِ الرَّاء، وقال: كذا سمعتُهُ من أبي ذرٍّ؛ قال: وأهلُ خراسانَ يقولونه بفتحِ التَّاءِ غيرِ مشدَّدةٍ، وجاء في «الموطَّأ»: بالطَّاءِ ليحيى بنِ يحيى وكسْرِ الرَّاء، كذا لعامَّةِ شيوخِنَا، وبشدِّ الطَّاءِ وتخفيفِهَا معاً، وعندَ أبي عيسى بفتحِ الرَّاءِ وهي كلمةٌ غيرُ عربيةٍ، فسَّرَها في الحديث: «لا تخفْ» و «لا بأسَ» [خ¦٥٨/ ١١ - ٤٩٤٣]، قيل: والصَّوابُ الوجْهُ الأوَّلُ: بالتَّاءِ أو الطَّاء.

قوله في خبرِ الأنصارِ: «فقامَ النَّبيُّ مُمْتِنَاً» كذا ضبطَهُ في البخاريِّ المتقنونَ في كتاب النِّكاحِ؛ بسكونِ الميمِ وكسْرِ التَّاءِ باثنتينِ فوقَهَا، قيل: معناه طويلاً، وضبطه أبو ذرٍّ: «مُمْتَنَّاً» [خ¦٥١٨٠] وفسَّره متفضِّلاً، ورواه ابن السَّكَنِ هنا: «يمشي» وهو تصحيفٌ، وذكرَهُ في كتابِ الفضائلِ: «مُمْثِلاً» [خ¦٣٧٨٥] بكسْرِ الثَّاءِ؛ أي: منتصباً قائماً كما تقدَّم، وضبطنَاه في مسلمٍ: «مُمثَلاً» بالفتح، قال الوَقَّشِيُّ: صوابه «مُمْثِلاً»، بسكونِ الميمِ وكسْرِ الثَّاءِ أي: قائماً، ورواه بعضُهم: «مُقْبِلاً» وكذا عند الجَيَّانيِّ، قال بعضُهم: والأوَّلُ الصَّوابُ، قال القاضي : وعندي أنَّ الصوابَ هذا للرِّوايةِ الأخرى: «فمَثَلَ قائماً».

وقولُ مسلمٍ في صدرِ كتابِهِ: «لكانَ رأياً متيناً» كذا للفارسيِّ وللعُذْرِيِّ عند الصَّدَفِيِّ مِن المَتَانةِ وقوَّةِ الرَّأي وإصابتِهِ، وكان عند العُذْرِيِّ مِن روايةِ أبي بحرٍ: «مُثبَتَاً» بثاءٍ مثلَّثةٍ بعدَها باءٌ بواحدةٌ من الثَّباتِ، والأوَّلُ أليقُ هنا بالكلام.

وذكر البخاري: «المتَّكَأ» [خ¦٦٥/ ١٢ - ٦٨٠٥] وأنكر قول من قال: «إنَّه الأُتْرُجُّ»، وقد قرئ: (مُتَكاً) بتخفيف التَّاء غير مهموز. وقيل: إذا ثُقِّلَ فهو الطَّعام وإذا خُفِّفَ فهو الأُترُجُّ. وقيل: البَزْمَاوَرْدُ، وقيل: في المهموزِ بالتشديدِ هي المرافقُ الَّتي يُتكَّأُ عليها، وهو الَّذي رجَّحَ البخاريُّ واحتجَّ له، وذكرَ قولَ مَن قال: إنَّه «المَتْكُ» وقال: «إنَّما المتْكُ: طَرَفُ البَظْرِ» [خ¦٦٥/ ١٢ - ٦٨٠٥] قيَّدهُ بعضُهم بالضَّمِّ، وبعضُهم بالكسْرِ، وبعضُهم بالفتح، وصوابُهُ الفتحُ. ومنه قيل: «مَتْكَاءُ، وابنُ المَتْكَاءِ» [خ¦٦٥/ ١٢ - ٦٨٠٥] ممدودٌ؛ أي: الَّتي لم تُخفَضْ ولم يُقطَعْ ذلك منها، وقيل: المَتْكَاءُ: التي لا تمسكُ بولَها.

الميم مع الثَّاء

١٢٠٧ - (م ث ل) قوله في ضرْبِ المملوكِ: «امتَثِلْ» أي: اقتصَّ وافعلْ به مثلَ ما فعلَ بك، كما جاءَ في الرِّوايةِ الأخرى: «اقتصَّ منه»، وكذا جاءَ في روايةِ ابنِ الحذَّاءِ: «اقتصَّ منه» في حديث ابنِ أبي شيبةَ، وقد يكون من المُثْلَةِ، وهي العقوبةُ؛ أي: عاقِبْهُ.

وقوله: «فمَثلَ قائماً» أي: انتصبَ قائماً. ومنه: «مَن سرَّه أنْ يمثُلَ له النَّاسُ

<<  <  ج: ص:  >  >>