زُورٍ» هو المُستَعين بشاهد الزُّورِ، والمُرادُ بالثِّيابِ هنا الأنفُس، وثَنَّى هنا الثَّوبَين، قيل: لأنَّه كاذِب على نَفسِه بما لم يأخذ، وعلى غَيرِه بما لم يعطه، وقيل: كقائلِ الزُّور مرَّتينِ.
٣٠٧ - (ث و ر) وقوله: «وسقط ثَورُ الشَّفَقِ» أي: ثورانه وانتشار حُمرتِه، ثار الشَّيء يثُور ثَوراً وثورَاناً، وصحَّفه بعضُهم:«نُورُ الشَّفقِ» بالنُّون، وهو خطأ وإن صحَّ معناه، ومِثلُه قوله:«حُمَّى تَفُورُ أو تَثُورُ»[خ¦٣٦١٦] أي: ينتَشِر حرُّها ويظهَرُ.
وقوله:«ثار ابنُ صيَّادٍ»[خ¦١٣٥٥] أي: هبَّ من نَومِه وقام.
وقوله:«أثارَه» أي: أقامَه، وكلُّ ناهض لشَيءٍ فقد ثار له، ومنه:«فثار إليها حمزَة»[خ¦٢٣٧٥]، و «ثارُوا له»[خ¦٣٨٦١]، و «ثار المُسلِمُون إلى السِّلاحِ»[خ¦٣٩٠٦]، وقوله:«فثار الحيَّان»[خ¦٢٦٦١]، و «حتَّى كادُوا يتثاوَرُون»[خ¦٤٥٦٦] أي: يتَناهَضُون للقِتال، ومنه أثرت الصَّيد إذا أنهَضْته، وأثرت الأسَدَ إذا هيَّجْته.
وفي الحَديثِ:«وكرِهتُ أن أُثير على النَّاس شرّاً»[خ¦٦٣٩١] أي: أُحرِّكه وأُهيِّجه عليهم، وكذلك قوله:«تَثِير النَّقعَ» أي: تهِيجُ الغُبارَ، وترفَعُه من الأرض بقَوائمِها.
وقوله:«ثائر الرَّأسِ»[خ¦٤٦] أي مُنتفش الشَّعر، مُنتَشره، قائِمُه، والأصلُ واحِدٌ.
وقوله:«يَتَوضَّأُ من أَثْوارِ أَقِطٍ» جمعُ ثور، وهي القِطعةُ من الأقط.
وقوله:«حتَّى يكون رأسُ الثَّورِ لأحدِهم خيراً من مئةِ دينارٍ» يحتَمِل أنَّه عِبارَة عن الثَّور نَفسِه لحاجتهم للحرث وعدمِ الحيوان وهلاكه للشدَّة الَّتي نالتهم، وقد يكون المُرادُ رأسَ الثَّور ليأكلوه للمَسْغَبة الَّتي بهم.
٣٠٨ - (ث و ي) وقوله: «لا يحلُّ لهُ أن يثَوِيَ عندَه حتَّى يُحرجَه»[خ¦٦١٣٥] بفَتحِ الواو وكَسرِها معاً أي: يُقِيم، وكذلك اختَلَف فيه ضبطُ شيُوخِنا، وهما لُغتان: ثوِي يثوَى بكَسرِه في الماضي وفَتحِه في المُستَقبل، وثوَى يَثوِي بفَتحِها في الماضي وكَسرِها في المُستَقبل، قال بعضُهم: وكسرُها في الماضي هي اللُّغة الفَصِيحة، وبالفَتحِ ذكَرَها صاحبُ «الأفعال» و «العين» و «الجمهرة» وهو الأفصَحُ.