للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: «ورَميةَ الغَرَضِ» الغَرَضُ بفتحِ الغينِ والرَّاءِ هو: الشَّيءُ الذي يُنصَب ليُرمَى إليه، قيل: أن يُجعَل بينَ الجَزلَتَينِ.

ومنه قوله: «فَيضرِبُه بالسَّيفِ فيقطَعُه جَزْلَتَين رَميةَ الغَرَضِ» هوأن يجعلَ بينَ القِطعتَينِ مقدارَ رميَةِ غرضٍ، والذي عندِي أنَّ معناه عائدٌ إلى وصفِ الضَّربةِ بالسَّيفِ؛ أي: فيصيبُه به إصابةَ رميةِ الغَرضِ فيقطعُه جَزْلتَين، وقد ذكرناه، وكذلك تقدَّم الكلامُ على قوله: «لا تَتَّخذُوا … الرُّوحَ غَرَضاً» في حرفِ الرَّاءِ.

١٧٣٧ - (غ ر ي) قوله: «وأُغْرُوا بي» [خ¦٢٧٨١] أي: أُولِعُوا بي مُستَضعِفِين لي، ولا يقالُ: أُغريَ به إلَّا في مثلِ هذا، وإن لم يُغرِه أحدٌ، وهو: بضمِّ الهمزةِ على صورةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، ويقال: غَرِيَ به، بفتحِ الغينِ أيضاً، وأَغريتُه به؛ سلَّطتُه عليه.

فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ

قوله في اشتراءِ جنينِ الأمةِ: «ولا يحلُّ للبائِع أن يستثنيَ ما في بطنِها؛ لأنَّ ذلك غَررٌ» كذا لرواةِ «الموطَّأ»، وكانَ عندَ ابنِ أبي جعفرٍ من شيوخِنا: «ضررٌ» بالضَّادِ، وليسَ بشيءٍ.

وفي حديثِ أنسٍ: «ومَرَقاً فيه دُبَّاءٌ» [خ¦٢٠٩٢] كذا لرواةِ «الموطَّأ»، وعندَ ابنِ بُكَيرٍ: «وغَرْفاً فيه دُبَّاءٌ» وهو بمعناه، وقد فسَّرنا هذه اللَّفظةَ.

وقوله في حديثِ المرأةِ التي طبخَت أصولَ السِّلقِ بالشَّعيرِ: «فصارَت غَرْفةً» مثلُه، وقد فسَّرناه، وعندَ القابسيِّ وأبي ذرٍّ: «عَرْقَهُ» [خ¦٩٣٨] بالعينِ المهملةِ والقافِ، وقد ذكرناه في حرفِ العينِ، وما قيلَ إنَّه الصَّوابُ من ذلك.

وفي حديثِ عَمرِو بنِ سَلِمةَ: «فكُنتُ أحفظُ ذلك الكلامَ كأنَّما يُغْرَى في صَدرِي» [خ¦٤٣٠٢] وكذا أحسبُه في روايةِ النَّسفيِّ؛ أي: يُلصَق بالغِراءِ، كذا رواه بعضُهم وفسَّره، وعندَ القابسيِّ والأَصيليِّ وكافَّتهم فيه: «يُقرَأ» بالقافِ من القراءةِ، وعندَ أبي الهيثم: «يُقرَى» كأنَّه من الجمعِ من قولهم: قَريتُ الماءَ في الحوضِ، إذا جمعتَه، والأوَّلُ أوجَه.

قوله في غُسلِ المرأةِ: «ثلاثَ إفراغَاتٍ» كذا لهم، وعندَ ابنِ ماهانَ: «إغرافاتٍ» وهو وهمٌ.

في كتابِ البخاريِّ في (بابِ صفةِ أهلِ الجنَّةِ وأهلِ النَّارِ): «أصابَه غَرْبُ سهمٍ» [خ¦٦٥٦٧] كذا لرواتِه إلَّا ابنَ السَّكنِ، فعندَه: «سهمٌ غَربٌ» وهو الصَّوابُ المعروفُ، لكن قد يصحُّ أن يقال في الأوَّلِ: «أصَابَه غَربُ سَهمٍ» على البدلِ، وقد فسَّرناه.

قوله في محاجَّةِ الجنَّةِ والنَّارِ، وقول الجنَّة: «ما لي لا يدخُلُني إلَّا ضُعفاءُ النَّاسِ وسقطُهم

<<  <  ج: ص:  >  >>