للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يُستَجاب لكُم» أي: جَدِير، يقال: قَمَن وقَمِن وقَمِينٌ بكذا؛ أي: أهلٌ له، وخلِيقٌ به، قال ثعلَبٌ: فمن قال: قمَن بفَتحِ الميمِ لم يُثَنِّ ولم يجمَع، ومن قال: قمِن وقمِينٌ ثنَّى وجمع.

١٩٥٢ - (ق م ع) قوله: «فينقَمِعْن من رسولِ الله » أي: يتغيَّبن ويدخُلن البيت هَيبَة له ، وروَاه بعضُهم: «يَتقنَّعن» بالنُّون، والمَعرُوفُ الأوَّل، وهو أشبَه بالمعنَى والحالِ.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله: «كما يَغْلي المِرْجَل بِالقُمْقُمِ» كذا وقَع عندنا من جميعِ الرِّواياتِ، وذهَب بعضُهم إلى أنَّ فيه تَغيِيراً وتكلَّفَ من ذلك ما يبعد، ورأيتُ ابنَ الصَّابونيَّ قد ذكَرَه في شَرحِه: «كما يَغلِي المِرجَل والقُمقمُ» [خ¦٦٥٦٢]، وإذا كان هذا فلا إشْكال فيه إن كان ساعدتْهُ روايةٌ، و «القُمقُم»: فارسيٌّ مُعرَّب صحيحٌ مَعرُوفٌ.

وقوله في حَديثِ أبي ذرٍّ: «في ليلةٍ قَمْرَاء إضْحِيانَ» أي: ذات قَمرٍ، وإنَّما يُسمَّى القمرُ قمراً من اللَّيلة الثَّالثة إلى أن يبدُرَ، فإذا أخَذ في النَّقص قيل له: قُمير مُصغَّراً، قاله ابنُ دَريدٍ، وجاء في بعضِ الرِّواياتِ: «ليلةِ قَمرٍ» على الإضافَةِ، وهما بمعنًى، وتقدَّم تفسير «إضحيان» في الضَّادِ.

وفي (باب الصَّلاة في كسُوفِ القَمرِ) حديث أبي بَكرَةَ: «انكسَف القمَر على عَهدِ رسولِ الله » كذا للجُرجانيِّ، قال الأَصيليُّ: وهو مُوافِقٌ للتَّرجمةِ، ولجَميعِهم: «انكسَفَتِ الشَّمسُ» [خ¦١٠٦٢].

قال القاضي : وقد تكون رواية الجَماعة أصحُّ إذ هو المَعرُوف في الحَديثِ، ويُوافقُ التَّرجمة؛ لأنَّ في باقي الحديث وإن لم يَذكُره من هذا السَّندِ فقال: «إن الشَّمس والقَمر … » الحديثَ.

وقد كرَّر الحديث بكماله هكذا بعد هذا الأوَّلِ المُختَصر في أكثَر النُّسخِ، فدلَّ أنَّ تلك الزِّيادة مُرادَةٌ، وهو مُطابِق للتَّرجمةِ، لكن فَصَلَتْ-في رِوايَة الأَصيليِّ- بين الحدِيثَين ترجَمةُ: (باب صبِّ المَرأةِ الماءَ على رَأسِها في الكسُوف) وليس في الحَديثِ الَّذي أدخَلَه ما يدلُّ عليه، وجاءَت التَّرجمةُ في رِوايَة غيرِه بعد الحدِيثَين فارِغَة دون حديثٍ، وإنَّما يصلُح أن يدخُل تحتها حديثُ أسماءَ.

وقولُ البُخاريِّ في تَفسيرِ القَمْطريرِ: «الشَّديدُ … ويومٌ قُماطِرٌ» [خ¦٦٥/ ٧٦ - ٧٢٧١] كذا لهم بالضَّمِّ، وعند أبي ذرٍّ: «قَماطر» بالفَتحِ، وبالضَّمِّ حكاه أهل اللُّغةِ.

و «قامُوس البَحرِ» ذكَرْناه والخلاف فيه في حَرفِ التَّاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>