وقوله:«ما به إلَّا وَليدَتُهم» أي: أمَتهُم، و «إنَّ ابنَ وَلِيدَة زَمْعَة»[خ¦٢٠٥٣]، و «إنَّ وَلِيدةً … سَوداءَ»[خ¦٤٣٩] وهي كِنايَة عمَّا وُلِد من الإماء في مِلْك الرَّجلِ.
٢٣٨٣ - (و ل م) قوله: «أَولِمْ ولو بشَاةٍ»[خ¦٢٠٤٨]، و «الوَلِيمَة»[خ¦٥١٧٣]، و «كانت وَلِيمةُ رَسولِ الله ﷺ»[خ¦٣٧١] هو طعامُ العرسِ والابتناءِ، والنَّقيعةُ: طعامُ الإملاكِ، وقال صاحبُ «العين»: الوَلِيمةُ طعامُ النِّكاحِ، وقال غيرُه: هو طعامُ الإملاكِ والعرسِ خاصَّة.
٢٣٨٤ - (و ل غ) قوله: «إذا وَلَغَ الكلبُ» إذا شرِبَ، وكذلك السِّباعُ وُلُوغاً بالضَّمِّ، قال الخطَّابيُّ: فإذ أكثَر كان الوَلُوغ بالفَتحِ، وولُوغُ الكَلبِ أخذُه الماء بلِسَانه، ويُسمَّى شرباً، ومنه حديثُ مالكٍ:«إذا شرِبَ الكَلبُ»[خ¦١٧٢] انفرَد به مالكٌ بلفظِ الشُّربِ، وكلُّ ولوغٍ شربٌ، وليس كلُّ شرب ولوغاً، فالشُّربُ أعمُّ، ولا يكون الولُوغُ إلَّا للسِّباعِ وكلَّما يتَناوَل الماء بلِسَانه دون شَفتَيه، فإذن الولُوغ صِفَة من صفَات الشُّربِ، تختَصُّ باللِّسانِ، والشُّربُ عِبارَة عن توصيلِ المَشرُوب إلى محلِّه، ألا ترَى أنَّه يقال: شَرِبَت الثِّمارُ والشَّجرُ والأرضُ.
٢٣٨٥ - (و ل ق)«الوَلْقُ»[خ¦٤١٤٤] بفَتحِ الواو وسُكونِ اللَّام: الكذبُ، يقال: ولَق يلِق وَلْقاً، فهو وَالِقٌ.
٢٣٨٦ - (و ل و ل) قوله: «فانصَرَفتا تُوَلْوِلانِ» قال الخليلُ: ولْوَلَت المرأةُ دعَت بالوَيلِ.
٢٣٨٧ - (و ل ي) قوله: «مُزَينةُ وجُهَينةُ … مَواليَّ دون النَّاسِ»، و «ليس لهم مولًى دونَ الله ورسولِه»[خ¦٣٥٠٤] أي: أوْلِيَائي المُختَصُّون بي، وهذا مثل قَولِه في الحَديثِ الآخَرِ:«مَنْ كنتُ مولاهُ فعَليٌّ مَولاهُ» أي: وَلِيُّه، وهذا مثل قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمَّد: ١١] أي: لا وليَّ، ويحتَمِل لا ناصرَ لهم، وقيل: الوَليُّ هنا القائِمُ بأمُورِهم الكافلُ لهم، وقد قيل: معناه إنَّ الخلقَ كلَّهم ملكٌ لله تعالى، ثمَّ يوالي تعالى مَن يشاء ويُعادِي مَن يشاء.
واختِصاصُ تلك القَبائلِ بوِلَايةِ الله ورسُولِه دون المُسلِمينَ؛ إمَّا لأنَّهم لم يكن لهم حلفاء من العَربِ، كما كان لغَيرِهم، أو لأنَّهم أسلَموا أوَّلاً وفارَقوا أصول قبائلهم وعادُوهم، فوالَاهُم الله وشرَّفهم بذلك، وقد يكون تخصيصاً لهم وسِمةً، كما قيل للأنصارِ: أنصارٌ وإن كان قد نصَر غيرُهم.
وفي رِوايَة الجُرجانيِّ:«موال» بغير ياء النَّسبِ، كأنَّه قال: أنصارُ وأولياءُ الله ورسوله، والأوَّل أظهَر، والله أعلَم بمُرادِ نَبيِّه ﷺ.