للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا﴾ [النِّساء: ٩٣]» -[خ¦٤٥٦٠] عندَ ابنِ السَّكنِ فيه وهمٌ وتغييرٌ، والصَّواب هذا؛ أي: أخاطرَ بتركي مقتضَى الأمرِ بها، أحبُّ إليَّ من أن أخاطرَ بالدُّخولِ تحتَ وعيدِ الآيةِ الأخرَى، والغَرَرُ: المخاطرةُ.

ومنه: «عَشِّ ولا تغترَّ»، ومنه قوله تعالى: ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: ٣٣] أي: يخادعُ ويخاطرُ ويتعرَّضُ للهلاكِ.

ومنه: «نهى عن بيعِ الغَرَرِ» وهو الجهلُ بالمبيعِ أو ثمنِه أو سلامتِه أو أجلِه.

ومنه: «لا يغرَّنَّكِ أن كانَت جارتُكِ أوضَأَ منكِ» [خ¦٢٤٦٨] أي: لا تغترِّي بها وبحالها، وإدلالِها على النَّبيِّ ؛ لحبِّه لها وجمالِها فتفعلي مثلَ فعلِها فتقعينَ في الغرورِ والخطرِ والمكروهِ، ولا تعرِّضي نفسَكِ بالمكروهِ فيوقعكِ فيه اقتداؤُك بها، وما تفعلُه هي؛ لإدلالِها بجمالِها ومكانتِها، وإن كانَت في موضعِ الفاعلِ.

وقوله: «فأُتي بإبلٍ غُرِّ الذُّرى» * [خ¦٣١٣٣] أي: بِيضِها؛ يريدُ أعالِيها، وقد فسَّرناهُ في حرفِ الذَّالِ، وأرادَ أنَّها بيضٌ، فعبَّر ببياضِ أعالِيها عن جُملتِها.

ومثله قوله: «وأنتَ الجفنَةُ الغرَّاءُ» أي: البَيضاءُ من الشَّحم أو بياضِ البُرِّ كما قالوا: الثَّريدُ الأعفرُ؛ أي: الأبيضُ، وقد تقدَّمَ في الجيم.

١٧٣١ - (غ ر ز) قوله: «غَرَزُ النَّقيعِ» بفتحِ الغينِ والرَّاءِ، كذا ضبطناه على أبي الحسينِ، وحكى فيه صاحبُ «العين» السُّكونَ، قال: وواحدتُه غَرْزةٌ مثلُ تَمرَةٍ وتَمرٍ، وبالوجهَينِ وجدتُه في أصلِ الجَيَّانيِّ في كتابِ الخطَّابيِّ، قال أبو حنيفةَ: هو نباتٌ ذو أغصانٍ رقاقٍ، حديدُ الأطرافِ، يسمَّى الأَسَلُ، وتسمَّى به الرِّماحُ، وتُشبَّه به؛ وهو الدِّيسُ، وقال صاحبُ «العينِ» هو نوعٌ من الثُّمام، وتقدَّمَ تفسيرُ النَّقيعِ.

وقوله: «ورِجلُه في الغَرْزِ» [خ¦٢٨٦٥] مثلُه بسكونِ الرَّاءِ، هو للرِّحالِ مثلُ الرِّكابِ للسُّروجِ.

وقوله: «استمسَك بِغَرزِه» [خ¦٢٧٣١] منه وهو ضرْبُ مَثَلٍ واستعارةٌ؛ لملازمتِه وإتِّباعه، كمن يُمسِك بغَرْزِ رَحْلِ الآخرِ.

وقوله: «والجرأةُ والجبنُ غرائزُ يضعُهما الله حيثُ يَشاءُ» الغريزةُ: الجِبِلَّة والطَّبيعةُ التي يُخلَق عليها العبدُ دونَ أن يكتسِبها.

وقوله: «أن يَغرِز خَشَبةً في جِدارِه» [خ¦٢٤٦٣] أي: يُدخِل طرفَها فيه.

١٧٣٢ - (غ ر ل) قوله: «يُحشَر النَّاسُ … غُرْلاً» * [خ¦٣٣٤٩] يريدُ غيرَ مُختَتِنينَ، والواحدُ: أغرَلٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>