للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«لكأنَّ النَّاسَ لم يكونوا يعلمونَ أنَّ اللهَ أنزلها حتَّى تلاها أبو بكرٍ» [خ¦١٢٤٢] يعني الآية، كذا للأَصِيليِّ، ولغيرِهِ: «أنزلَ شيئاً» وهو نقصٌ ووهمٌ لا يُفهِمُ شيئاً.

وقوله في كتابِ مسلمٍ في ابتداءِ الوحي في حديثِ عبدِ الله بن هاشمٍ: «انطلَقوا بي إلى زمزمَ، فشُرِحَ عن صَدْري، ثمَّ غُسِلَ بماءِ زمزمَ، ثمَّ أُنزِلْتُ» وتمَّ الحديثُ، كذا هو في جميعِ النُّسَخِ، بتاءِ المتكلِّمِ المرفوعةِ، قال الوَقَّشِيُّ فيما أخبرني به عنه الشَّيخُ أبو بحرٍ: صوابُهُ: «ثمَّ تُرِكْتُ»، يريد: فتصحَّفَ على الرَّاوي، وسألتُ عنه شيخنا أبا الحُسين فقال: «أُنزِلتُ» صحيحٌ في اللُّغةِ بمعنى: تُرِكْتُ، ليس فيه تصحيفٌ، وظهرَ لي أنَّه على المعنى المعروف فيه؛ لأنَّه قال: «انطلَقوا بي» ثمَّ قال: «ثمَّ أنزِلْتُ» أي: صُرِفْتُ إلى الموضعِ الذي حُمِلْتُ منه، ولم أزل أبحثُ عنه إلى أنْ وجدتُ فيه الثَلَجَ ورفْعَ الإشكالِ من روايةِ أبي بكرٍ البَرقانيِّ الحافظِ، وأنَّه طرفٌ من حديثٍ، وتمامُهُ: قال: «ثمَّ أنزِلْتُ على طَسْتٍ من ذَهَبٍ مملوءةٍ حكمةً وإيماناً»، كما جاءَ في الحديث الآخرِ إلى تمامِهِ [خ¦٣٤٩].

وقوله في حديثِ جابرٍ في الحجِّ: «فكان مُنزَلُه ثَمَّ» كذا قيَّدناه بفتحِ الزَّايِ عن الأسَديِّ، وهو صوابُهُ، وعن غيرِهِ بالكسر.

وقوله: «إنَّ شَهْراً نَزَكوه» أي: عابُوه وطعنُوا في حديثِهِ، وقد ذكرناه والخلافَ فيه في حرفِ التَّاء.

في الحديثِ: «صياحُ الولدِ عندما يقعُ نَزْغةٌ من الشَّيطانِ» كذا لكافَّةِ شيوخِنَا عن مسلمٍ بالغينِ المعجمة، وعند ابنِ الحذَّاء: «فزعةٌ» بالفاءِ والعينِ المهملة، وهما متقاربان، وأصل النَّزْعِ: الإفسادُ والإغواءُ، وفي الحديثِ الآخرِ: «ما مِن مولودٍ يولَدُ إلاَّ نَخَسَه الشَّيطانُ»، وفي روايةٍ: «مسَّه» [خ¦٣٤٣١] وكلُّه المرادُ به -والله أعلم- أَذاه بكلِّ ما يقدِرُ عليه، فهو نزْغُهُ، وصيحةُ المولودِ من فَزَعِهِ لمسِّهِ أو نخْسِهِ.

وقوله: «أمَّا أحدُهما فكانَ لا يستنزِهُ من بولِهِ» أي: لا يتحفَّظُ منه ولا يُبعِدُهُ، ورواه بعضُهُم: «يستَتِرُ» [خ¦٢١٦] من السُّتْرة، قيل: معناه يجعلُ بينَه وبينَه حجاباً يسترُهُ عنه، بمعنى الأوَّلِ، وفي روايةِ ابنِ السَّكَن: «يستبرِئُ» في ترجمةِ: بابٌ من الكبائر.

وقوله: «فنُزِيَ منها فمات» في حديثِ السَّعديين، كذا ليحيى بنِ يحيى، وعندَ ابنِ بُكيرٍ ومطرِّفٍ: «فنُزِفَ» بالفاء، والمعنى قريبٌ على ما فسَّرناه قبلُ.

النُّون مع الطَّاء

١٣٣٩ - (ن ط ع) قوله: «هلكَ المُتنطِّعونَ» بعينٍ مهملةٍ، هم: المتعمِّقون الغَالون.

<<  <  ج: ص:  >  >>