.......................... … ثَبْتٌ إذا ما صِيحَ بالقومِ وقَرْ
وسَنَذكُره بعدُ والخِلافَ فيه
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ في هذا الحَرفِ
قوله في حَديثِ أمِّ عَطيَّة ﵂:«فقالَت: بِأَبِي، وكانَت إِذا ذكرَتْ رسولَ الله ﷺ قالَت: بِأَبي»[خ¦٣٢٤]، اختلَفَت الرِّواياتُ في «الصَّحيحين» في هذا الحَرفِ، فوَجَدتُه بخطِّ الأَصيليِّ «بِأَبَى» بكَسرِ الباء الأولى وفَتحِ الثَّانية وفتح الهمزةِ بينهما، وكذا للقَابسيِّ، ورواه غيرُهما:«بِيَبِي» بكَسرِ الباءين بينهما ياءٌ مَفتُوحةٌ مَكانَ الهَمزةِ المُسَهَّلةِ، وضبَطَه الأَصيليُّ كذا مرَّةً، وفي كتابِ أبي ذرٍّ:«بِأَبي» في كتاب العِيدَين [خ¦٩٨٠]، ومِثلُه عندَه في كتاب الحيضِ [خ¦٣٢٤]، وعنه أيضًا:«بِيَبَى» بكَسرِ الأولى وفَتحِ ما بعدها، وكذا ضبَطَه الأَصيليُّ وعُبدُوس في كتاب الحجِّ، وفي كتابِ عُبدُوس في مَوضعٍ:«بابا» لكِنَّه مُهمَل الضَّبطِ، وضبَطَه بعضُ الرُّوَاة عن الأَصيليِّ:«بَاْبَا» بفَتحِ الباءَين وسُكونِ الألف بينهما، وجاء عند القابسيِّ في (باب خرُوج الحُيَّضِ إلى المصلَّى): «أمرَنا نبيُّنا ﷺ»[خ¦٩٧٤] وكلُّ هذه الرِّوايات صحيحةٌ في اللُّغة مثل «بِأَبِي».
قال ابنُ الأَنباريِّ: ومَعناهَا بِأَبي هو، فحُذِف لكَثرةِ الاسْتِعمال، قال: وهي ثلاثُ لُغاتٍ: بِأَبِي على الأصلِ، وبِيَبي على تَسهيلِ الهَمزةِ، وبِيَبَى، كأنَّه جعَله اسمًا واحدًا