للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي : وعلى هذا تُخرَّج رِوايةُ من روَاه «بَابَا» بفَتحهما، لمَّا جعَله اسمًا واحدًا نقَل فتحَة «الياء» على «الباء» قبلَها لاستِثقال الخرُوج من كَسرَتها إلى «الياء»، وسكَّن «الياء» لتَوالي الحَركاتِ فنَطَق بالكَلِمة مثل سَكْرَى.

ومعنَى قَولِهم: (بِأَبي كذا)، أي: بِأَبي أفْدِيه.

وقوله في حَديثِ بنتِ أبي سلمَةَ: «إنَّها ابنةُ أخي من الرَّضاعةِ أَرْضَعَتْنِي وأباهَا ثُوَيبَةُ» كذا رِوايتُنا عن جَميعِهم بالباء بوَاحدةٍ على الصَّوابِ، ورواه بعضُ أصحابِ أبي ذرٍّ من الأندَلُسيِّين «وإيَّاها» باثنتَين تحتها، وهو تصحيفٌ قبيحٌ، وقيل ما تقدَّمه لهذا التَّصحيف كبيرٌ من مُتقدِّمي العلماء يُنعَى عليه، وقوله أوَّلَ الحديثِ: «إنَّها ابنةُ أخي» يدلُّ على صِحَّة قولِ الكافَّةِ، وقد جاء أشدَّ بيانًا في البُخاريِّ من رِوايَة التِّنيسي وبشرِ بنِ عمرَ: «أَرْضَعَتْنِي وأَبا سَلَمَةَ ثُوَيبَةُ» [خ¦٥١٠٧]، وفي رِوايةِ قُتَيبةَ: «إنَّ أباها أخِي مِن الرَّضاعةِ» [خ¦٥١٢٣]، وفي كتابِ مُسلمٍ من رِوايةِ محمَّدِ بنِ رُمحٍ: فقال: «أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا أَبَا سَلَمَةَ ثُوَيبَةُ».

وقوله في حَديثِ أبي مُوسَى: «فَأُتِيَ بِإبِلٍ» [خ¦٦٧١٨] كذا في رِوايَة ابنِ السَّكنِ والجُرجانيِّ، وفي كتاب عُبدُوس: «بنَهْبِ إِبِلٍ» [خ¦٣١٣٣]، ولغَيرِهم: «فأُتِيَ بشائِلٍ»، والشَّائلُ الناقةُ الَّتي ارتفَع لبنُها، وقد يوصَفُ بذلك الجَماعةُ منها، والمَسموعُ شوائلُ في الجمع، والرِّوايةُ الأولى أوجَه كما قال في سائرِ الرِّواياتِ: «بثَلاثِ ذَوْدٍ» [خ¦٦٦٢٣]، و «بنَهْبِ إبِلٍ»، وإن كان قد يَنطلِق ذلك على الذَّكرِ والأُنثَى.

وقد جاء في كتابِ مُسلمٍ في هذا الحديثِ: «خُذ هَذَينِ القَرِينَينِ» [خ¦٤٤١٥] ويُروَى: «القَرِينَتَينِ»، وعلى التَّأنيثِ قد يصِحُّ أن تكونَ شوائلَ، والله أعلَم.

وفي حديثِ يأجُوجَ ومأجُوجَ: «فيَمرُّونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>