وقوله عن بَغلةِ النَّبيِّ ﷺ:«أكُفُّها» أي: أقبِضُها عن السَّير وأمنَعُها منه، والكَفُّ: المنعُ، ومنه سُمي كفُّ الإنسان؛ لأنَّه يكفُّ بها عن سائر البدَنِ.
١٠٩٤ - (ك ف ي) تقدَّم معنى «غيرَ مَكْفِيٍّ» والاختلاف فيه [ك ف ر]، وجاء فيها:«كفَى الله»[خ¦٢٢٩١]، و «يَكفِي»[خ¦٢٥٢]، و «تَكفِيكَهُمُ الدُّبَيْلة» بمعنَى صرَف عنك، وكفَاني كذا؛ بمعنى قاتَني وأغْنانِي عن غَيرِه، ومنه:«وإن كانَت لكَافِيَة»[خ¦٣٢٦٥]، و «يكْفِي في ذلك ما مضَى منَ السُّنَّة».
وقوله:«ولم يكن لهم كُفَاةٌ» أي: عبِيدٌ وخدَم يكفُونهم مُؤنَة العملِ.
وقوله:«ستُفتَح علَيكُم أراض ويَكْفِيكُمُ الله» أي: يكفِيكُم القتالَ بما فُتِح عليكم وظهُورِ دينِكم؛ أي: لا يوجِبُ ذلك من حُكمِ الرَّمي والتَّدرُّب في أمُورِ الحَرْبِ للحَاجةِ إليها يوماً ما.
قوله:«من قرَأ الآيتَين من آخرِ سُورَةِ البَقَرة كَفَتَاهُ»[خ¦٤٠٠٨] قيل: من كلِّ هامَّةٍ وشَيطانٍ، فلا يقْرَبُه ليلَته.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حَديثِ سَودةَ:«فانْكَفَأتْ رَاجِعَةً»[خ¦٤٧٩٥] أي: انقَلَبت وانصرَفَت، وعند الأَصيليِّ:«فانْكَفَت» أي: انقبَضَتْ عن سَيرِها ورجَعَت، والمعنَى مُتَقارب.
في الاشْتِرَاكِ:«فقال جابرٌ بكَفِّه»[خ¦٢٥٠٦] بالباءِ الخافِضَةِ بواحِدَةٍ، وعند القابسيِّ:«يكُفُّه» فِعلٌ مُستَقبَل، وعند الأَصيليِّ الوجهان.
قوله في تَفسيرِ القَمرِ:«﴿لِمَن كَانَ كُفِرَ﴾ [القمر: ١٤] يقول: كُفِر له، يقول: جَزاء منَ الله»[خ¦٦٥/ ٥٤ - ٧١٤٤] كذا لكافَّتهم، وعند النَّسفيِّ:«كقَولِه: جزاءً منَ الله»، ولعلَّه تصحيفٌ من «كُفِرَ له».
قوله في حَديثِ جابرٍ:«وعمدنا إلى أعظَمِ كِفْل» بكَسرِ الكافِ وسُكون الفاءِ، هو شِبه «الرَّحل» الذي جاء في الرِّواية الأُخْرى، وأصلُه الكِساءُ الذي يُدِيرُه الرَّاكبُ على سِنام البَعيرِ ليَرتَدِف عليه الرَّاكبُ خلفَه، وقيل: الكِفلُ كلُّ ما يحفَظُ الرَّاكبَ من خَلفِه، كذا عند أبي بَحرٍ وابنِ أبي جَعفرٍ، وعند التَّميميِّ والصَّدفيِّ فيه:«كَفَل» بفَتحِ الكافِ والفاءِ، والصَّحيحُ الأوَّلُ هنا، ولا وَجْه للكَفَل في هذا المَوضِعِ.
وقوله في المُنافِقين:«ثمانِيَةً منهم تكفِيكَهُمُ الدُّبيلة» كذا للسَّمرقنديِّ والسِّجزيِّ في حديث ابنِ المُثنَّى، وعند ابنِ الحذَّاءِ: