للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٨٢٨ - (ف ر ع) قوله: «لا فَرَع» [خ¦٥٤٧٣] بفتحِ الفاءِ والرَّاءِ، قال أبو عبيدٍ: الفَرَعُ والفَرَعَةُ بفتحِ الرَّاءِ؛ أولُ ما تلدُ النَّاقةُ، وكانوا يذبحونَه لآلهتِهم فنُهي المسلمونَ عنه، ونحوُ هذا التَّفسير في الحديثِ نفسِه، وقيل: كانَ الرَّجلُ في الجاهليَّة إذا تتامَّت إبلُه مئةً قدَّم بَكْراً فنحرَه لصنمِه فهو الفَرَعُ.

وقد جاءَ حديثُ: «من شاء فرَّع» وفي حديثِ آخرَ: «في كلِّ سَائِمةٍ فَرَع»، وفي حديثِ: «أمر النَّبيُّ بالفرَع في خمسين شاة» وقال بهذا بعضُ السَّلفِ، وأكثرُ فقهاءِ الفَتوى يقولونَ بتركِه والنَّهي عنه، وقد بسطنا الكلامَ عليه في غيرِ هذا الكتابِ.

وقوله: «وكانت تَفرَعُ النِّساءَ» أي: تطولهنَّ، والفارعةُ والفرعاءُ والفُرُوعُ: ما ارتفعَ من الأرضِ وتصاعدَ، وفَرْعُ الشَّجرةِ ما علا منها وطالَ عن جذمها.

وقوله: «وفُرُوع أُذُنَيه» أي: أعالِيها، وفروعُ كلِّ شيءٍ أعلاه.

وقوله: «كنَّا نَنَصرِفُ في فُروعِ الفَجِر» أي: أَوائِلَه وأوَّل ما يبدو ويرتفعُ منه.

١٨٢٩ - (ف ر غ) قوله: «افرُغْ إلى أضيافك» يكون بمعنَى: اعمِد واقصِد، يقال: منه فَرَغ يفرُغ، ومنه: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ﴾ [الرَّحمن: ٣١] ويكونُ بمعنَى الفراغِ المعروفِ؛ أي: تخلَّ عن كلِّ شُغلٍ للشُّغلِ بهم.

وقوله: «اخرُج بأُختِك من الحَرم فلْتُهلَّ بِعُمرَة ثمَّ افرُغَا، ثمَّ ائتيا هَا هُنا» [خ¦١٥٦٠] أي: أكمِلا عملَ العمرةِ، وبعدَه: «حتَّى إذا فَرَغْتُ، وفَرَغْتُ … -وبعدَه- قال: أفَرَغتُم» [خ¦١٥٦٠] كلُّه بمعنًى، لكنَّ بعضَهم قال صوابُه: «حتَّى إذا فَرَغ وفَرَغتُ» وسنذكرُه.

١٨٣٠ - (ف ر ق) قوله: «فَرَق رسول الله » [خ¦٣٥٥٨]، و «كَانُوا يَفرُقون» [خ¦٣٥٥٨] بفتحِ الماضِي وضمِّ المستقبلِ، وبتخفيفِ الرَّاءِ، وقد يشدُّها بعضُهم، والتَّخفيفُ أشهرُ، يقال: فرقتُ الشَّعر أفرِقُه فَرْقاً؛ بالسُّكونِ.

وقد انفَرَقَ شَعْرُهُ وهو انقسامُه في المَفرِق وسطَ الرَّأسِ، وأصلُه من الفرقِ بينَ الشَّيئَينِ، والمفرِقُ مكانُ فرقِ الشَّعرِ من الجبينِ إلى دائرةِ وسطِ الرَّأسِ، يقال بفتحِ الميم وكسرِها، وكذلك مفرقُ الطَّريقِ، وسُمِّي القرآن فُرقاناً؛ لتفريقِه بين الحقِّ والباطلِ، وسُمِّي عمرَ الفاروقَ لذلك.

وقوله: «مُحمدٌ فَرْقٌ ما بينَ النَّاسِ» [خ¦٧٢٨١] أي: يفرُق بينَ المؤمنين باتِّباعِه، والكفَّار بمعاداتِه والصُّروفِ عنه.

وقوله: «كأنَّهما فِرقَان من طَيرٍ» أي: جماعتان، وقد تقدَّم الخلافُ فيه في حرفِ الخاءِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>