للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحيى مفسَّراً، وقال القعنبيُّ: «ناضِحَكَ: رقيقَكَ» وقال ابنُ بُكَيرٍ: «نُضَّاحكَ ورقيقكَ» وهو قولُ أكثرِ رواةِ «الموطَّأ» بواو العطفِ.

قال ابنُ القاسمِ عن مالكٍ: هم الرَّقيقُ، ويكونُ في الإبلِ، قال ابنُ حَبيبٍ: هم الذين يسقونَ النَّخيلَ، واحدُهم ناضحٌ من الغِلمانِ والإبِلِ، وإنَّما يفترِقونَ في الجَمْعِ، فالغِلْمانُ نُضَّاحٌ، والإبلُ نواضِحُ.

وقوله: «أنفِقي وانضَحي وانفَحي، ولا تُحصي» كذا رويناه هنا: بالنُّون وبالضَّادِ المعجَمةِ والحاءِ المهمَلةِ، وفي الحرفِ الثَّالثِ: بالفاءِ والحاءِ المهمَلةِ، قال بعضُهم: صوابه هنا: «ارضَخي» [خ¦١٤٣٤] بالرَّاء والخاء المعجَمةِ؛ أي: أعطي، وما في الكتابِ تصحيفٌ، قال القاضي : هو ممَّا يبعُدُ عندي، والرِّوايةُ الصَّوابُ: «انضَحي» لأنَّ النَّضْحَ جاءَ بمعنى: الصَّبِّ، واستعمالُ هذا في العطاءِ معلومٌ، واستِعارتُه فيه كثيرةٌ.

وفي حديثِ خَيبرَ: «وإنَّ القدورَ لَتغلي وبعضُها نَضِجَتْ» [خ¦٤٢٢٠] كذا لأبي ذرٍّ، وكذا قُرِئ من النُّضْجِ، وكذا لعامَّةِ الرُّواةِ، وفي كتُبِ بعضِهم: «تَصخَبُ» أي: تغلي ويرتفِعُ صوتُ غلَيانِها، والأوَّلُ أصوبُ؛ لأنَّه قد ذُكِرَ الغلَيانُ قبلُ، فلا فائدةَ إذاً لتقسيمِه.

النُّون مع العين

١٣٧١ - (ن ع ت) قوله: «فنعَتَه» [خ¦٣٤٣٧] وقوله: «فتنعَتَها لزوجِها» [خ¦٥٢٤٠] أي: تصِفُها، والنَّعتُ: الوَصفُ.

وقوله: «ما جاء في الذَّاتِ والنُّعوتِ» [خ¦٩٧/ ١٤ - ١٠٩٤٠] أي: الصِّفاتِ.

١٣٧٢ - (ن ع ل) قوله: «في طَهورِه ونعَلِه» بفتحِ العين، قيَّدناه عن بعضِ متقِني شيوخِنا، اسمُ الفعلِ، كما جاء في الحديثِ الآخرِ: «وتنعُّلِه» [خ¦١٦٨] وكذا روايةُ الباجيِّ فيه عن ابنِ ماهانَ، وعندَ السَّمَرْقنديِّ: «نِعْلَته» وهو بمعناه؛ أي: هيئتِه في تنعُّلِه، يقال: نعِلْتُ نَعَلاً إذا لبسْتَ النَّعْلَ، وكذلك: «ليُنعِلْهما جميعاً» [خ¦٥٨٥٦] أي: ليجعَلْ ذلك في رِجلَيْه، بضمِّ الياءِ.

وقوله: «إنَّ غسَّانَ تُنعِلُ الخيلَ» [خ¦٥١٩١] أي: تجعلُ لها نِعالاً، بضمِّ التَّاءِ، يقالُ في هذا: أَنْعَلَ، رباعيٌّ، وفي السَّيفِ كذلك، إذا جعلْتَ لها نِعالاً، ولا يقالُ عندَ أكثرِهم: نَعِلَ. وقد قيلَ فيهما نَعَل أيضاً.

وقوله: «ينتعِلونَ الشَّعَرَ» [خ¦٣٥٩٢] ظاهرُه أنَّ نِعالَهم من حِبالٍ مضفورةٍ من شعَرٍ، أو من جلودٍ مُشعِرةٍ نيئةٍ غيرِ مدبوغةٍ، وقد يحتمِلُ أنَّ مرادَه كمالُ شعورِهم ووُفورُها حتَّى يطؤوها بأقدامِهم، أو يقاربُ ذلك لمسُها بالأرضِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>